ما رأي الكنيسة في إجهاض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة؟

حضارة الموت تسعى إلى إجهاض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة في حين ترفض الكنيسة المسّ بكرامتهم حضارة الموت تسعى إلى إجهاض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة في حين ترفض الكنيسة المسّ بكرامتهم | مصدر الصورة: Olesia Bilkei/Shutterstock

يوفّر تقدّم العلوم الطبّية في أيامنا هذه إمكانية اكتشاف بعض العيوب الخلقيّة في طفلٍ لا يزال في رحم أمّه. وإذ لا يزال متعذّرًا على الطب حلّ هذه المشكلات وعلاجها، يذهب بعضهم إلى حدّ القول بأفضليّة اختيار الإجهاض، أي قتل الجنين، بكلّ بساطة!

فلا يفكّر هؤلاء في ما يسبّبه هذا التصرّف النابع من موقف إنسانيٍّ مزيّف، من مخاطر على النظام الأدبي الذي يرعى القيم الصحيحة. ويرفض أصحاب الضمائر المستقيمة هذا التصرّف رفضًا قاطعًا، وللكنيسة أيضًا موقفها الواضح والثابت إزاء هذه المسألة.

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، أوضح الأب أنطوان شاكر زيتونة، راعي كنيسة مار نرساي الكلدانيّة في بغديدا والحاصل على ماجستير في اللاهوت الأدبي من الجامعة الأوربانيّة بروما، أنّ «الإجهاض شرّ أدبيّ. لأنّ قتل كائن بشريّ، وإن كان لا يزال جنينًا، هو فعل شرّير يمكن أن يظلّ محفورًا في الذاكرة الواعية للبشرية، لا سيّما للأمّ».

وشرح زيتونة أنّ هناك من يُبرّر الإجهاض بالقول: «هذا الجنين ليس كائنًا بشريًّا مكتملًا!». فيتناسى هؤلاء أنَّ الجنين نتيجة علاقة الحبّ بين «الرجل والمرأة». فهل يحقُّ لهم معاملته كما يعاملون خصلة شعر أو ما شابه؟

وتأسّف زيتونة أنّ ظواهر مماثلة لا تظهر إلا في البلدان «المتقدّمة». وهي من أرهب مظاهر حضارة الموت، على حدّ تعبير البابا يوحنا بولس الثاني في الرسالة العامة «إنجيل الحياة». فتتوغّل هذه الأفكار خصوصًا في المجتمعات المترفة المطبوعة بطابع الذهنية النفعية، التي باتت تستثقل زيادة عدد المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

وشدّد زيتونة على أنّ «الكنيسة تؤكّد أنَّ الحياة البشريّة تبدأ في اللحظة نفسها التي يلتقي فيها الحيوان المنوي للرجل ببويضة المرأة. فيشكّلان الخليّة الأولى لمخلوق جديد (البيضة المخصّبة). لذلك يجب احترام ثمرة اللقاء بين الرجل والمرأة، كاحترام أيّ شخص آخر».

وأشار زيتونة إلى تأكيد يوحنّا بولس الثاني في «إنجيل الحياة» أنّ «حياة الإنسان مقدّسة، لأنها تفترض منذ البدء، عمل الله الخلّاق. تظلّ الحياة أبدًا في علاقة خاصة مع الخالق، وهو هدفها الوحيد. فالله سيّد الحياة من بدايتها حتى نهايتها: ولا يسوّغ لأحد، أيًّا كانت الظروف، أن يدّعي لنفسه حقّ القضاء مباشرة على كائن بشري بريء».

خلاصة القول، إنّ الإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى رعاية واهتمام يستحقّهما. ولا يحقّ بأيّ حال من الأحوال التخلُّص منه بحجة الشفقة عليه وإنهاء حياته لتخليصه من المعاناة! فلا يحقّ للأهل التهرُّب من مسؤوليّة الاعتناء بأبنائهم المتألمين، كما لا يصحّ للدولة أن تتهرّب من مسؤولياتها تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته