ما الغاية من إعلان الكنيسة الكاثوليكيّة عقيدة الـمَطهَر؟

لوحة تجسّد الصلاة لإغاثة الأنفس المطهريّة في كنيسة مارينكيرش-فيينا، النمسا لوحة تجسّد الصلاة لإغاثة الأنفس المطهريّة في كنيسة مارينكيرش-فيينا، النمسا | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

منذ أعلن البابا ليون الثالث عشر تخصيص شهر نوفمبر/تشرين الثاني «للصلاة من أجل الأنفس الـمَطهَريّة»، تواظب الكنيسة الكاثوليكيّة على رفع الصلوات من أجلهم في هذا الشهر بنوعٍ خاص؛ فالكنيسة أمّ لا تنسى أبناءها الراقدين، وتشركهم في صلواتها إلى الله.

حدّدت الكنيسة الكاثوليكية في المجمع التريدنتيني (1545-1563) صيغة الإعلان النهائي لعقيدة الـمَطهَر «بوحي من الروح القدس وانطلاقًا من الكتاب المقدّس وتقليد الآباء القديم»، كما بيّن الأب نويران ناصر الدومينيكي في حديثٍ خاصّ إلى «آسي مينا».

وذكّر بما أعلنه المَجمَع ومفاده أنّ الكنيسة «علّمت في المجامع المقدّسة، وأخيرًا في هذا المجمع المسكونيّ، أنّه يوجَد مَطهر، وأنّ النفوس المقيمة فيه تجد عونًا لها في أعمال برّ المؤمنين، ولا سيّما في ذبيحة الهيكل التي تجد عند الله رضًى خاصًّا».

وأضاف نويران: «من هذا المنطلق، تُعدّ عقيدة "الـمَطهَر" عقيدة رجاء؛ فالمطهر ليس "جهنّم مُخفَّفة" حيث ينتقم الله منّا على خطايانا وخياناتنا ويغطّسنا في نار غضبه». مستدركًا أنّ «هذه كلّها تخيّلات غير صحيحة عن الـمَطهَر، وهو بالتالي ليس عقوبة إلهيّة مفروضة على انحرافاتنا في خلال حياتنا الأرضيّة».

وأكّد نويران أنّ «هذه العقيدة ليست أسطورةً اخترعها رجال الكنيسة كي يساعدوا اليائسين والذين لا يتعزّون أن يحيوا محنة فراق ما، بل تُعلِّم هذه العقيدة أنّ المَطهَر مسيرة باطنية وضروريّة ليتحوّل الإنسان، وليصير من خلالها قادرًا على الاتحاد بجماعة القدّيسين والدخول في المجد».

وشرح أنّ «عقيدة الـمَطهَر تُقدّم "نعمة تحوّل" للمتوَفّين الذين يحتاجون إليها من خلال تَطهير داخلي لروحهم، بفضل رحمة الآب الرحوم. وبواسطة نار الروح القدس يجري الاستعداد للاتحاد النهائي بالله». 

ونبّه نويران إلى تعليم الكتاب المقدّس الواضح بصدد اللقاء مع الله: فـ«هو لقاء بقداسته ومجده، إذ لن يدخل شيء نجسٌ إلى السماء»، مستشهدًا بآيات سفر الرؤيا «الـمَدينَةُ لا تَحْتاجُ إِلى الشَّمسِ ولا إِلى القَمَرِ ليُضيئا لَها، لأَنَّ مَجدَ اللهِ أَضاءَها، وسِراجُها هو الحَمَل. وستَمْشي الأُمَمُ في نورِها، ومُلوكُ الأَرضِ سيَحمِلونَ إِلَيها مَجدَهم. أَبْوابُها لن تُقفَلَ في أَيَّامِها، لأَنَّه لن يَكونَ لَيلٌ هُناك. وسيَحمِلونَ إِلَيها مَجدَ الأمَمِ وشَرَفَها. ولَن يَدخُلَها شَيءٌ نَجِسٌ ولا فاعِلُ قَبيحَةٍ ولا كَذِب» (رؤ 21: 23-27).

وهكذا، فالذين يحظون بهذا اللقاء مع الله عليهم أن يكونوا مستعدّين بأبهى صور القداسة والطهارة. فلنسأل أنفسنا: مَنْ منّا مستعد ويملك طهارة النفس والروح في لحظة وفاته؟ لذا، نحتاج إلى مزيد من التنقية لتفتح السماء لنا أبوابها ونحن في حالة النعمة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته