ما هو المطهر بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة؟

منحوتة نافرة تُظهر الأنفس المطهرية تنظر إلى قلب يسوع وتتوسل إليه منحوتة نافرة تُظهِر الأنفس المطهريّة تنظر إلى قلب يسوع وتتوسّل إليه | Provided by: Renata Sedmakova/Shutterstock

تناول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة أهمّية الإيمان بعقيدة المطهر، ووصَفَها قديسون كثيرون في كتاباتهم. فما هو المطهر؟ وماذا يخبر القديسون عنه؟

تدعو الكنيسة الكاثوليكيّة في كتاب تعليمها المسيحي مطهرًا التطهير النهائي للمختارين الذين يموتون في نعمة الله وصداقته ولم يتطهّروا بعد بشكل كامل (راجع رقم 1030-1031). ويشرح التعليم المسيحي أنّ الكنيسة صاغت هذه العقيدة بشكل خاص في مجمع فلورنسا والمجمع التريدنتيني، مستندةً في ذلك إلى بعض نصوص الكتاب المقدّس. فيذكر يسوع في إنجيل متى (مت 12: 32) أنّ من جدّف على الروح القدس لن يُغفَر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي. من هنا، استنتجت الكنيسة أنّ هناك غفرانًا لبعض الذنوب في العالم الآخر. 

ويذكر العهد القديم في سفر المكابيين الثاني (2 مك 12: 45) تقدمة ذبيحة تكفير لغفران خطايا الموتى. وقد صلّت جماعة المؤمنين منذ القرون المسيحيّة الأولى من أجل الراقدين، وقدّمت صلوات لأجلهم وبنوع خاص الذبيحة الإلهيّة (التعليم المسيحي 1031-1032). 

وقد تكلّم قديسون كثيرون على المطهر في رؤى فائقة الطبيعة. في هذا السياق، قالت رسولة الرحمة الإلهيّة القديسة ماريا فوستينا كوفالسكا: «رأيتُ ملاكي الحارس يأمرني أن أتبعه. فوصلتُ إلى مكان مليء بنار، يتعذّب فيه جمع غفير من النفوس المتألمة. يقدّم بعضهم صلوات على نيّاتهم الخاصة من دون فائدة. فنحن فقط من نستطيع أن نمدّ لهم يد العون». وأضافت أنّها سألت الأنفس عن عذابها الأكبر، فأجابتها الأنفس بصوت واحد أنّه توقها إلى الله.

كما شهدت القديسة جيما غالغاني الإيطاليّة رؤى استثنائيّة في خلال حياتها الأرضيّة. فهي كانت تنخطف بالروح وتخاطب يسوع، متوسّلةً إليه من أجل الخطأة والأنفس المطهريّة. وبحسب سيرة حياتها التي كتبها مرشدها الروحي الأب جرمانوس روبولو، كانت تختزن حبًّا شديدًا لهذه الأرواح. كما كانت تتمنّى تقديم التضحيات والصلاة من أجلها كي ترتفع إلى السماء، فترى وجه الآب السماوي.

تدعو الكنيسة اليوم إلى الصلاة من أجل الراقدين لأنّ الدعاء على نيّة راحة أنفسهم يجلب لهم التعزية، إن وُجِدُوا في المطهر. فعلى حدّ قول القديس يوحنا الذهبي الفم: «لا تتردّد في مساعدة الذين رحلوا وتقديم صلواتٍ من أجلهم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته