تذكار الموتى المؤمنين... رجاء ينبع من قلب الحزن

تذكار جميع الموتى المؤمنين تذكار جميع الموتى المؤمنين | مصدر الصورة: Pack-Shot/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار جميع الموتى المؤمنين في 2 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. فيتّحد المؤمنون في هذا التذكار بالصلاة من أجل جميع أحبّائهم وأصدقائهم المنتقلين إلى الحياة الثانية.

يحضّنا حوار القلب والروح مع الله في تذكار جميع الموتى المؤمنين، الراقدين على رجاء القيامة، على الصلاة والتأمّل في سرّ الحياة والموت. يخلق الموت في داخلنا ومن دون شكّ الشعور بالرهبة والخوف من القبر الذي يذكّرنا بما ينتظرنا من جهة، والإحساس بالحزن العميق على من غابوا عنّا من جهة ثانية. 

ولكن وسط الحزن الشديد الذي يتملّكنا، نتأمّل بكلمة السيد المسيح القائل لنا: «كلّ من يرى الابن ويؤمن به تكون له الحياة الأبديّة، وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (يوحنا 6: 40). عندئذٍ يمتزج الحزن بالرجاء أمام كلمة الربّ يسوع الذي يشرع لنا الأبواب من أجل الدخول إلى ملكوته بكلّ ثقة وإيمان قويم بكلمته المقدسة. فنعانق فرح الحياة الأبديّة حيث لا موت بجوار القديسين والأبرار. 

اهتمّت الكنيسة المقدّسة، منذ العصور المسيحيّة الأولى، بالموتى المؤمنين، فحدّد القديس أوديلون تذكارًا لهؤلاء الراقدين على رجاء القيامة عام 998. ويُعَدُّ يوم تذكار الموتى عيدًا رسميًّا في تقويم الكنيسة الكاثوليكيّة. وتُقام في هذا العيد ثلاثة قداديس: القداس الأوّل من أجل الكاهن، خادم المسيح المحتفل بالذبيحة الإلهيّة، والثاني من أجل راحة الموتى المؤمنين، أمّا الثالث والأخير، فيحتفل به الكاهن من أجل البابا.

لِنُصَلِّ مع كنيستنا المقدسة، في تذكار الموتى المؤمنين، كي نتعلّم بقوّة المسيح ألّا نهاب هذه الساعة، ونحن نُردِّد بكلّ إيمان وثقة ورجاء ما قاله الربّ يسوع الذي انتصر على الموت: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من كان حيًّا وآمن بي، لن يموت أبدًا» (يوحنا 11: 25-26).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته