لمَ أعادت أذربيجان بناء كنيسة في ناغورنو كاراباخ؟

كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ | مصدر الصورة: Raffi Kortoshian/Research on Armenian architecture archive/CHW

أظهرت صور من الأقمار الصناعية ملتقطة حديثًا، تشييد الحكومة الأذربيجانية مبنى جديدًا أو محاولتها ترميم كنيسة أرمنية مُدمرة في إقليم ناغورنو كاراباخ. وأعاد بعضهم ذلك إلى محاولة أذربيجان التستّر على انتهاك حرمة ذلك المكان الديني.

ففي صيف العام 2022، وثَّق البرنامج البحثي في التراث الجنائي، المرصاد القوقازي للتراث «سي إتش دبليو»، بقيادة علماء آثار من جامعتي كورنيل وبوردو الأميركيتَيْن التدمير شبه الكامل في الإقليم لقرية يُطلق عليها اسم موخرينس بالأرمنية، أو سوسانليغ بالأذرية، انتقلت سيادتها إلى أذربيجان منذ العام 2020. ومن المباني المدمرة كنيسة القرية الصغيرة المكرسة على اسم القديس سركيس.

مدخل كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: Raffi Kortoshian/Research on Armenian architecture archive/CHW
مدخل كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: Raffi Kortoshian/Research on Armenian architecture archive/CHW

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 التقط القمر الصناعي سكاي سات، التابع لشركة بلانيت لاب، صورة تظهر القرية مع جميع مبانيها بحالة سليمة تمامًا، والنتيجة نفسها تكررت بعد خمسة أشهر.  لكنّ صورة أخرى ملتقطة في السادس من يوليو/تموز 2022 أظهرت الكنيسة ومعظم المباني المحيطة بها أنقاضًا. وذلك ما تأكّد في صورة ثانية التُقطت بعد أسابيع.

ويُعدّ هذا التدمير أول انتهاك موثق للقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2021، والذي يُلزم أذربيجان «اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع أعمال التخريب والتدنيس الموجهة ضد التراث الثقافي الأرمني ومعاقبتها. بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الكنائس ودور العبادة والآثار والمقابر والمتاحف».

وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية ترميم الحكومة للموقع على مدار سنة كاملة من خريف العام الماضي وحتى خريف هذا العام.

كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: Raffi Kortoshian/Research on Armenian architecture archive/CHW
كنيسة القديس سركيس في قرية موخرينس-ناغورنو كاراباخ. مصدر الصورة: Raffi Kortoshian/Research on Armenian architecture archive/CHW

يُذكر أنّ كنيسة القديس سركيس شُيّدت منذ أكثر من مئتَي سنة، وبعد فترة من الخمود عاشتها في الفترة السوفياتية، عادت الحياة إليها من جديد في تسعينيات القرن الماضي. واستُخدِمَت للصلاة والرتب الدينية إلى حين إخلاء الأرمن القرية بسبب حرب العام 2020.

ولم يظهر هذا المبنى الديني في قائمة المعالم الثقافية لجمهورية أذربيجان السوفياتية إلا في وقت متأخر وتحديدًا في العام 1988، عندما أُدرِجَت على أنها «معبد ألباني». ولا تشير ألبانيا هنا إلى الدولة الحديثة الحالية، بل إلى مملكة مسيحية من العصر الوسيط.

لكنّ الكنيسة أرمنية وليست ألبانية، ويُعدّ الترويج لها، مع غيرها من الكنائس، على أنّها ألبانية محاولة أذربيجانية لقطع أواصر علاقة دور العبادة تلك بالمجتمع الأرمني، وهذا ما ترفضه أوساط علمية وأكاديمية عدّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته