سينودس الفاتيكان يخاطب الكنيسة عبر «رسالة إلى شعب الله»

المشاركون في السينودس يلتقون في قاعة بولس السادس، الفاتيكان، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي المشاركون في السينودس يلتقون في قاعة بولس السادس، الفاتيكان، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

خاطب المجتمعون في الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة، المنعقد في الفاتيكان للفترة الممتدة من 4 حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول الحالي بعنوان: «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»، أعضاء الكنيسة الكاثوليكية عبر رسالة دعوهم فيها إلى المساهمة الفعّالة في الكنيسة من خلال «التمييز وصنع القرار». 

أشارت الرسالة إلى أنّ هذا الأمر «لا يتعلّق بأيديولوجيا معيّنة، بل بخبرة متأصّلة في التقليد الرسولي». ومقتَبِسَةً من كلمة البابا فرنسيس لدى افتتاحه أعمال السينودس عام 2021، قالت: «توشك الشركة والرسالة أن تبقيا مصطلحَين مجرّدَين إلى حدّ ما، إذا لم تُطوّر الممارسة الكنسيّة المعبّرة بصورة عمليّة عن السينودسية».

وتابعت الرسالة: «لقد عشنا زمن النعمة هذا (الدورة الأولى من السينودس) في شركة عميقة معكم جميعًا». وأوضحت: «لقد عضدَتنا صلواتكم، وحملنا معنا انتظاراتكم، أسئلتكم، ومخاوفكم أيضًا». ووصفت الرسالة السينودس بأنه «خبرة غير مسبوقة» شارك العلمانيون فيها بالتصويت.

وزادت: «باستخدام أسلوب المحادثة في الروح القدس، شاركنا بكلّ تواضع، غنى جماعاتنا وفقرها في جميع القارات. وحاولنا تمييز ما يريد الروح القدس أن يقوله للكنيسة اليوم».

وكانت مسودة الرسالة قد قُرئَت على المشاركين في السينودس الجاري، وسط تصفيق المشاركين، وفقًا لباولو روفيني رئيس لجنة الإعلام في السينودس. وأوضح روفيني أنّ بعض الاقتراحات قد قُبِلت وأُدرجَت في الرسالة قبل التصويت عليها ونشرها. وبيَّن رئيس اللجنة أنّ من بين 348 مندوبًا شاركوا في التصويت، صوَّتت أغلبية 336 لصالح قبولها، فيما صوَّت 12 شخصًا فقط بالرفض.

وقد سبق لجمعيّات الأساقفة السابقة وأصدرت رسائل مماثلة من «آباء السينودس» إلى شعب الله. لكن هذه الرسالة الأولى التي حظيت بموافقة المشاركين، في حين أنّ العلمانيين المصوّتين يشكّلون 21% من السينودس.

كما ورد فيها: «إذ اتّحدنا بقوة في الرجاء الذي تمنحنا إياه قيامة المسيح، أوكلنا عليه بيتنا المشترك، حيث تتعالى صرخات الأرض والفقراء بشكل متزايد، لذلك: "سبِّحوا الله"، كما ذكّرنا البابا فرنسيس في بداية أعمال السينودس».

ولم تنكر الرسالة أنّ انعقاد أعمال هذه الجمعية العامة الفاتيكانية يأتي في «عالم يعيش أزمة، ويتردَّد صدى جراحه وتبايناته بشكل مؤلم في قلوبنا». وأشارت إلى أنّ أعمال السينودس كانت ذات «ثقل خاص» نظرًا إلى أنّ بعض المشاركين فيه قادمون من بلدان تشهد حروبًا.

تجدر الإشارة إلى أنّ أعمال الجمعية العامة للسينودس حول السينودسية تنعقد في دورتين: 2023 و2024. «والآن؟ نرجو أن تسمح الأشهر الفاصلة عن الدورة الثانية، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، للجميع بالمشاركة الملموسة في ديناميكية الشركة الإرسالية التي تشير إليها كلمة السينودس»، بحسب  الرسالة.

«إنّ التحدّيات كثيرة، والأسئلة عديدة» ولا تزال قائمة، وفق الرسالة. وقد بيّنت أيضًا أنّ التقرير التلخيصي المزمع نشره في 28 أكتوبر/تشرين الأوّل الحالي «سيوضِح نقاط الاتفاق التي توصلنا إليها. وسيسلِّط الضوء على الأسئلة المفتوحة، وسيبيِّن الطريقة التي ينبغي بها مواصلة العمل».

وتضيف الرسالة: «كي تتقدّم في تمييزها، تحتاج الكنيسة، بالتأكيد، إلى الإصغاء للجميع، بدءًا بالفقراء». وتخصّ بالذكر «المحرومين من حقّ التعبير عن الرأي في المجتمع» والذين يشعرون بأنهم مستبَعدون من الكنيسة وضحايا العنصرية، بما في ذلك «الشعوب الأصليّة التي تعرّضت ثقافاتها للازدراء».

وتتابع: «في المقام الأوّل، يتوجّب على كنيسة عصرنا الإصغاء، بروح التوبة، لأولئك الذين وقعوا ضحايا الانتهاكات التي ارتكبها أعضاء في الكنيسة، والالتزام بشكل ملموس وهيكلي بضمان عدم تكرار ذلك».

وتتحدّث الرسالة عن حاجة الكنيسة إلى قبول أصوات «الراغبين في التزام خدمات راعوية علمانية أو المشاركة في هيكليّة الشورى وصنع القرار»، فضلًا عن حاجتها إلى «الانتباه إلى جميع الذين لا يشاركونها الإيمان ولكنّهم يبحثون عن الحقيقة».

وأشارت الرسالة إلى إجابة أشخاص فقراء عن سؤال طرحه عليهم البابا فرنسيس في خلال انعقاد أعمال السينودس عمّا يريدونه من الكنيسة، فأجابوا: «الحبّ!». كما لفتت الانتباه إلى الإرشاد الرسولي الذي أصدره البابا فرنسيس، في 15 أكتوبر/تشرين الأول، في خلال أعمال السينودس، عن القديسة تريزا الطفل يسوع. 

وشدّدت الرسالة الصادرة عن السينودس على أن يبقى الحبّ على الدوام «قلب الكنيسة المُتَّقد، حبًّا ثالوثيًّا وإفخارستيًّا، كما ذكّر البابا فرنسيس». 

وخلصت إلى القول: «إنها الثقة التي تعطينا الجرأة والحرية الداخلية التي اختبرناها، وتحضّنا على ألّا نتردّد في التعبير عن تقاربنا واختلافنا، ورغباتنا وتساؤلاتنا، بحرّية وتواضع».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته