سينودس الفاتيكان... إليكم أبرز أحداث الأسبوع الأول

أساقفة يشاركون في قدّاس افتتاح الدورة الأولى من السينودس بساحة القديس بطرس-الفاتيكان أساقفة يشاركون في قدّاس افتتاح الدورة الأولى من السينودس بساحة القديس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

انطلقت هذا الأسبوع في الفاتيكان الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة». يشارك فيها قرابة 450 شخصًا من جميع أقطار العالم، وتمتد من 4 حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. 

نلخّص لكم في الآتي أبرز مجريات الأسبوع الأول من الدورة.

الخصوصيّة والسرّية

لم يلحظ سينودس هذا العام «السرّ الحبري»، أي ضرورة الحفاظ على سرّية المجريات والمناقشات بحكم القانون الكنسي، على أن يكون الكشف عنها خطيئة أو يعرّض صاحبه للحرم الكنسي في حالات خاصّة. فقد كانت الجمعيات العامة السابقة تمنع المشاركين فقط من الكشف عن مداخلات الآخرين في القاعة إنّما ليس عن مداخلاتهم الخاصة. 

لكن لهذا السينودس نشرت السكريتاريا العامة الخاصة به نظام الجمعية العامة الذي يطلب من كلّ مشارك «الحفاظ على الخصوصية والسرية في ما يتعلّق بمداخلاته الشخصية ومداخلات الآخرين في السينودس. ويبقى هذا الإجراء نافذًا حتى بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة». ويضيف النظام العام: «يُمنع على جميع المشاركين التسجيل أو التصوير أو إفشاء المداخلات في الجلسات العامة أو دوائر الحوار». وبالتالي، يكون هذا النظام المتّبع أكثر قسوةً من «السر الحبري». 

«الانقطاع عن الكلام»

شرح البابا فرنسيس في قاعة بولس السادس الفاتيكانية ضمن كلمة افتتاحية متوجهًا إلى الصحافيين أنّ الاصغاء للروح القدس يتطلب «الانقطاع عن الكلام». وقد فُسّر أنّ البابا يطلب ذلك حتّى لا يخاف الأساقفة والمجتمعون من التعبير عن آرائهم بحرية ضمن النقاشات. 

والجديد في هذه الجمعية العامة أنّ المشاركين يجلسون حول طاولات مستديرة مؤلّفة من 11 شخصًا بغية تعزيز الحوار والمساواة بينهم. وفي نقاشاتهم، يجيب المجتمعون عن أسئلة ومواضيع محددة مسبقًا. 

وأشار منسّق الجمعية العامة الكاردينال جان كلود هولريخ في كلمته يوم افتتاح السينودس إلى أنّه يجب اكتشاف «قواعد السينودسية الملائمة لعصرنا». فعلى حدّ تعبيره: «كما تتغيّر قواعد اللغات كلما تطوّرت هذه الأخيرة، هكذا يحصل في قواعد السينودسية: إنّها تتغيّر مع مرور الزمن». 

لا وثيقة نهائيّة هذا العام

من غير المتوقع صدور وثيقة ختامية بعد هذه الدورة الأولى، إنّما وثيقة مُلَخِّصة للدورة الأولى. وستحتاج الوثيقة المُلَخِّصة إلى تصويت ثلثي المشاركين في السينودس بالموافقة عليها. وقد أكد البابا فرنسيس مرّات عدّة أنّ السينودس ليس برلمانًا فهو يسير بقيادة الروح القدس وتحت إلهاماته. 

قداس وافتتاح 

بدأ هذا الأسبوع للمشاركين في السينودس برياضة روحية حضّر التأمّلات فيها الأب تيموثي رادكليف الدومينيكاني. وفسّر رادكليف في أحد تأمّلاته أنّ «في خلال المسيرة السينودسية، قد نقلق بشأن إنجازاتنا الملموسة. فقد تعتبر الصحافة السينودس مسعًى عقيمًا، عبارة عن كلمات فقط، وستُطلِق الصحافة أحكامًا إن اتُّخِذَت قرارات حول أربعة أو خمسة مواضيع حسّاسة».

وأعلن البابا فرنسيس بعد ظهر الأربعاء في افتتاح السينودس بقاعة بولس السادس أنّ الكنيسة جمعاء توقّفت اليوم مصغيةً، طالبًا إيلاء الإصغاء أولويّة. ورأى أنّ «علينا تعلّم التمييز». في حين قال صباح الأربعاء في عظته ضمن القداس الافتتاحي للسينودس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إنّ الكنيسة لا تحتاج إلى نظرة استراتيجية بشرية وحسابات سياسية ومعارك أيديولوجية.

«دوبيا» ومنسوب القلق

في سياق متّصل، وقبل يومين من انطلاق السينودس نشر خمسة كرادلة لائحة شكوك، تُسمّى «دوبيا»، أرسلوها إلى الحبر الأعظم في يوليو/تموز وأغسطس/آب الفائتَيْن. وتتعلّق شكوكهم بتوضيح مواضيع مرتبطة بتطوير تعليم الكنيسة وهي: تكيّف الوحي الإلهي مع السياق التاريخي، ومباركة الارتباط المثلي، وسلطة السينودس المقبل، ورسامة المرأة للدرجات الكهنوتية، وسلطان غفران الخطايا.

وربّما ارتفع منسوب القلق من الرأي العام والتأطير الإعلامي، لكنّ هذا القلق يشير من ناحيته أيضًا إلى أجندة محددة. وقد شدد الكاردينال فرنانديز على أنّ «إعادة تفسير (الوحي الإلهي) إن كانت فهمًا أفضل للموضوع المُفسّر، فهذه دعوة الكنيسة إذًا». في حين يبدو من كلمة هولريخ الافتتاحية أنّ السينودس لن يحدد «كيفيّة التفسير الأفضل» بل كيف تنظر الكنيسة إلى ذاتها. 

المزيد

رسالة زِن

من ناحية أخرى، أعرب الكاردينال جوزيف زِن عن بعض المخاوف المتعلّقة بالسينودس الحالي حول السينودسيّة، داعيًا إلى التغيير. ووثّق زِن هذه الهواجس في رسالةٍ مسرّبة قبل أيّام من بدء السينودس في الفاتيكان. واتهم الكاردينال، في رسالته المؤرخة في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، المنظّمين بالتلاعب وتطبيق أجندة خاصة مُعرقلين بذلك المحادثات الكنسيّة الحقيقية.

توازن بين الاختلافات

في المحصلة، يقف المشاركون أمام تحدّي التعبير عن آرائهم بحرية في قاعة السينودس. فقد يكشف بعضهم عن مجريات السينودس للعالم المتابع له، وقد يصمت غيرهم كلّيًّا عن جميع مجريات النقاشات. 

من ناحيتهم، يسعى منظّمو السينودس إلى إحقاق توازنٍ بين جميع الأجندات المجتمعة. ففي نظرة إلى المستقبل، تحدّث الكاردينال هولريخ عن خريطة طريق للسنوات المقبلة تحدّد مساحات توافقيّة وأخرى تحتاج إلى تفكير معمّق من أجل الاستجابة لنداء الروح القدس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته