القدّيس روحانا... عاشق الوحدة والنسك والتأمّل

أيقونة القدّيس روحانا أيقونة القدّيس روحانا | مصدر الصورة: Etsy/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس كرياكوس أي روحانا في تواريخ مختلفة، منها 29 سبتمبر/أيلول من كل عام. هو من عاش حياته في الصلاة والتأمّل والنسك والخدمة.

أبصر كرياكوس النور في النصف الأول من القرن الخامس، في مدينة قورنتس التي بشَّرَ فيها بولس الرسول بكلمة الربّ يسوع. ولفظة روحانا سريانية الأصل، تعني الروحاني، لُقِّب بها كرياكوس بسبب اتحاده القوي بالله ولكثرة تأمّلاته وشغفه بالأعمال الروحية. 

ترعرع روحانا وسط أسرة تقية، وكان خاله أسقفًا على مدينة قورنتس، فاهتم بتربيته وتثقيفه. ولمّا أصبح شابًّا، رسمه شمّاسًا، وكان يقرأ الكتب الروحية باستمرار، ويتأمّل في حياة المسيح، فعشِقَ حياة الوحدة والنسك والتأمّل.

 وحين زار كرياكوس الأراضي المقدسة، توجّه إلى دير القديس جراسيموس وترهّب هناك، وكان نشيطًا ومطيعًا، لا يتناول الطعام غير مرة واحدة في اليوم. فحصد محبة القديس جراسيموس الذي كان يصطحبه معه في كل عام، للاختلاء في البرية في خلال الصوم الأربعيني المبارك.

ولمّا مات ذلك القديس، عام 475، سار روحانا طريقه صوب المناسك، ينشد الصلاة والصوم والخشوع. ثم كرّس وقته لمساعدة المرضى في أحد الأديار. وبعدها رُسِمَ كاهنًا، فتميّز بغيرته الرسولية وتفانيه في خدمة النفوس. وظل مُثابِرًا على تلك الحالة مدة تسع وثلاثين سنة، حظي في خلالها بثقة جميع النسّاك ومحبتهم وتقديرهم.

وبعد تلك المحطة من حياته، توغّلَ روحانا في البرية، مع تلميذه يوحنا، فغاصَ أكثر فأكثر في ممارسة حياة النسك والتقشف، حتى ذاع صيته، وبدأ الناس يأتون إليه من كل صوب. ثم منحه الربّ يسوع نعمة صنع المعجزات، وكذلك طرد الأرواح الشريرة برسم إشارة الصليب المقدس. وكان يحضّ الناس على الثبات في الإيمان القويم. كما عاش أيامه الأخيرة في كهف، مواصِلًا مسيرته الروحية صوب بلوغ الأكمل، إلى أن رقد بسلام في القرن السادس.

لِنُصَلِّ مع القديس روحانا، كي نتعلّم كيفية التمسّك بنعمة الصلاة وعيش التأمّل والتخلي عن قشور هذا العالم على مثاله فنحصد فرح الحياة الأبدية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته