المسير الفرنسيسكاني في سوريا… شعلةٌ تُنير قلوب الشبيبة

لقطات من المسير الفرنسيسكاني بنسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي» لقطات من المسير الفرنسيسكاني بنسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي» | مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

يحمل الآباء الفرنسيسكان في سوريا شعلة دعوة الشبيبة إلى عيش روحانيّة القديس فرنسيس الأسيزي من خلال إقامة المسير الفرنسيسكاني السنوي. وهذا العام، انطلق المسير مجدّدًا بنسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي» في الفترة الممتدة بين 5 و11 سبتمبر/أيلول الجاري. شارك في النشاط نحو 100 شاب وشابة يرافقهم 25 كاهنًا وراهبًا وراهبة وعددٌ من المتطوعين.

ولدت فكرة الترحال على الأقدام على خطى مار فرنسيس قبل قرابة 33 عامًا في إيطاليا، وجرى تناقلها لتصل إلى الشرق الأوسط وتجذب الشباب المسيحي لعيش الروحانيّة الفرنسيسكانية. 

لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني
لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

الاتحاد بالله في قلب الخليقة

أكّد الأب سمهر اسحق، مسؤول المسير الفرنسيسكاني والتنشيط الراعوي للشبيبة الفرنسيسكانية في سوريا، في حديث إلى «آسي مينا» أنّ الهدف الأول من المسير يكمن في عيش روحانيّة مار فرنسيس من خلال الاتحاد بالطبيعة وتحقيق اللقاء بالربّ بواسطة الخليقة.

الأب سمهر اسحق. مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني
الأب سمهر اسحق. مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

وأضاف: «لكنّ المسير في الوقت عينه يرتبط بحياة كلّ مشارك، إذ يمنحه الفرصة لقضاء خبرة قريبة من الحياة المتعبة التي تعيشها معظم الشبيبة المشاركة».

وعن رمزية حمل المشاركين أمتعتهم وأغراضهم الشخصية طوال أيام الترحال، شرح اسحق أنّ حمل المتاع لمدّة تتراوح بين 5 و6 ساعات متواصلة يوميًّا، يرمز إلى الحمل الزائد المؤلم والمتربّص بكل شخص يرفض التخلّي عن ماضيه، ليستطيع العيش بسلام وفرح مع خالقه. ولفت إلى أنّ تمسّك الشبّان والشابات بأغراض غير مهمة يشكّل عائقًا أمام قدرتهم على معاينة جوهر التخلّي الذي خلّده مار فرنسيس.

لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني
لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

روح المشاركة

أشار اسحق إلى عيش الآباء والرهبان الفرنسيسكان حالة وحدة ومساواة مع الشبيبة من دون تمييز. وقد تجسّد ذلك في تفاصيلهم اليومية وبأسلوب بسيط، كالنوم على الأرض بلا فراش، وتناول أصناف الطعام المتوفرة، بروح المشاركة.

لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني
لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

كما لفت إلى الخبرة الروحية المكتسَبة في المسير من خلال المواضيع والصلوات اليومية الصباحية والمسائية والقداديس. وشرح عناوين المواضيع وفحواها: «حمل الموضوع الاجتماعي الأول عنوان "من القلب للقلب"، وسعى إلى تعزيز التواصل بين الشبيبة وخالقها ومع بعضها بعضًا. أمّا الموضوع الثاني فأتى بعنوان "قول وفعل"، وهدف إلى ترسيخ المبادئ والأخلاق المسيحيّة من خلال كلمة الله. وتمحور هدف المواضيع الروحية حول تأكيد أثر كلمة الله في حياة الإنسان وقدرتها على تغيير قلبه وشفائه من جراحه وألمه لينطلق نحو الله بقلب جديد».

لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني
لقطات من المسير الفرنسيسكاني في نسخته التاسعة تحت شعار «كلمتك بـ قلبي». مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحي/المسير الفرنسيسكاني

وختم اسحق عبر «آسي مينا» مشيرًا إلى رتبة التوبة، جوهر المسير، التي تُتَوّج باعترافات الشبّان والشابات رغبةً منهم في معاينة رحمة الله في أثناء ممارستهم سرّ الاعتراف، مُقبلين إلى الربّ بقلب محبّ، وناشدين بدء حياة جديدة معه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته