سوريا: المسير الفرنسيسكاني يجمع 100 شاب وصبيّة لعيش روحانيّة شفيعهم

المسير الفرنسيسكاني الشباب المشاركون في المسير الفرنسيسكاني يرفعون الصلاة ليلًا | Provided by: Tawk Media Center

أكدت الشبيبة الفرنسيسكانيّة السوريّة تمسّكها بإيمانها المسيحي، على الرغم من الاضطهادات والضيق الذي أثّر في المجتمع السوري بكامله، وخاصّة بالمسيحيّين، نتيجة الحرب التي شهدتها البلاد لمدّة تتجاوز السنوات العشر.

وتعمل هذه الشبيبة على مواجهة الخوف والظروف الصعبة وما يُرافقهما من محاولات لإطفاء الرجاء المسيحي في قلوب الشباب وزرع اليأس مكانه.

فبعد انقطاع دام نحو 11 سنة نتيجةً للأزمة السوريّة، انطلق المسير الفرنسيسكاني للعام الثاني على التوالي، بتاريخ 5 ولغاية 11 سبتمبر/أيلول 2022 تحت عنوان «مع اسم جديد» إذ اجتمع 100 شاب وصبيّة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، متّحدين برغبتهم في عيش روحانيّة القديس فرنسيس، انطلاقًا من قرية المزينة إلى عين الباردة، مرورًا بالمشتاية ومشتى عازار وصولًا إلى بقطو.

الشباب المشاركون في المسير الفرنسيسكاني يرفعون الصلاة. Provided by: Tawk Media Center
الشباب المشاركون في المسير الفرنسيسكاني يرفعون الصلاة. Provided by: Tawk Media Center

خطوات نحو المسيح

في كلمة حصريّة لـ«آسي مينا»، تحدّثت الأخت أنطوانيت أوديشو، رئيسة دير الفرنسيسكان في دمشق، عن مشاركتها في المسير الفرنسيسكاني لهذا العام، فقالت: «تؤثّر هذه التجربة فينا وتدفعنا لنقترب خطوة نحو المسيح. فالخبرة التي اكتسبناها في خلال هذا المسير، هي خبرة مسيحيّة بحتة، علّمتنا أن الشكّ في بعض الأوقات بوجود الله قربنا في الشدائد هو أمر طبيعي».

وأضافت: «أصبحنا إخوة بمحبّة المسيح، متّحدين في قلبٍ واحد وصلاة واحدة مع جميع المشاركين الذين تجمّعوا من كلّ البلاد وتغلّبوا على الظروف والوقت ليُقدّموا كلّ الحب والدعم والمثال الصالح لإخوتهم الشبّان الصغار في الكنيسة، والذين هم مستقبلها وطاقتها وفرحها في وجه الحروب وطعنات الشرير».

رهبان وراهبات مشاركون في المسير الفرنسيسكاني، منهم الأخت أنطوانيت أوديشو. Provided by: Tawk Media Center
رهبان وراهبات مشاركون في المسير الفرنسيسكاني، منهم الأخت أنطوانيت أوديشو. Provided by: Tawk Media Center

قلوبٌ مفعمة بالرجاء

إلى ذلك، عبّرت كريستين جمو، إحدى الشابّات المشاركات في مسير العام الماضي، عن حزنها بسبب عدم استطاعتها المشاركة هذا العام. وقد حدّثتنا عن خبرتها السابقة، فقالت: «شاركْتُ في المسير بعد انقطاع دام نحو 11 سنة، ولي ثقةٌ في أنّ كلّ واحد منّا بحاجة إلى اختبار هذه التجربة الجميلة والصعبة في الوقت نفسه لكي نتحدّى بها ذواتنا. تعرّفتُ إلى أشخاص كثيرين أتوا من بقيّة المحافظات، وتعلّمتُ صلوات جديدة تقرّبتُ بها أكثر من يسوع المسيح».

وأشارت كريستين إلى الرجاء والإيمان المزروع في قلوب الشبيبة المشاركة والذي عاينته بتجربتها الخاصّة في مسير العام السابق: «على الرغم من أنّ كثيرين كانوا أحيانًا يؤكدون أنّ القيام بهذا المسير غير ممكن، لكن هناك مَنْ هو أقوى منّا جميعًا مَكّنَنا من الانتهاء، وهو يسوع المسيح لأنّه دائمًا معنا».

في سياق متّصل، حدّثنا الشاب غابرييل جوبي، أحد المشاركين في المسير الثامن، عن خبرته الشخصيّة، فقال: «هذا المسير أعطاني فرصة لعيش روحانيّة مار فرنسيس من خلال التفاصيل الحياتيّة البسيطة، مثل قيام كلّ مشارك بحمل حقيبة الأمتعة الخاصّة به على الظهر في خلال سيره على الأقدام لمدّة تتجاوز الساعتين، الأمر الذي جعلني شخصيًّا أفكّر بأولويّاتي بحكمة، فكلّما كانت أغراضي كثيرة، كان عبء حَملِها عليّ أكبر».

الشباب المشاركون في المسير الفرنسيسكاني يرفعون الصلاة ليلًا. Provided by: Tawk Media Center
الشباب المشاركون في المسير الفرنسيسكاني يرفعون الصلاة ليلًا. Provided by: Tawk Media Center

كما شرح غابي لـ«آسي مينا» إعجابه بخبرة عيشه نذور الفقر والعفّة والطاعة، على مثال مار فرنسيس، موضحًا: «لقد كانت حياة التقشّف التي عشناها فرصة للتقرّب من الله والعيش مع الذات من خلال تأمّلات معيّنة». أمّا عن تجربته المفضّلة، فكانت اختباره اليوم الصامت المخصّص للصلاة، فعبَّر عنها بقوله: «من الصعب أن نبقى صامتين يومًا كاملًا، لكن الأصعب جعل الأفكار في داخلي تصمت غير أنّني بعد مدّة من الزمن، أصبحتُ قادرًا على التركيز في شكل أكبر، من دون التأثّر بأموري الحياتيّة».

وفي ختام هذا المسير، رفع المشاركون صلاتهم على نيّة الأشخاص الذين استقبلوهم في الأديرة والقرى التي مرّوا بها، حيث كانت يد الله وعنايته الفائقة معهم لجعل هذا المسير ممكنًا. كما أنّ شفاعة العذراء مريم، سيّدة الحبل بلا دنس، حمت هذا المسير وظلّلت الجميع بأمومتها وردائها.

الشبيبة السوريّة في اليوم الثاني من المسير الفرنسيسكاني. Provided by: Tawk Media Center
الشبيبة السوريّة في اليوم الثاني من المسير الفرنسيسكاني. Provided by: Tawk Media Center

لمحة عن المسير الفرنسيسكاني

المزيد

انبثقت فكرة المسير الفرنسيسكاني من رغبة تلاميذ مار فرنسيس الأسيزي عيش روحانيّة القديس والاتّحاد به، عن طريق إقامتهم هذا الترحال على الأقدام، على خطى مار فرنسيس. وتمّ تناقل هذه التجربة بين كثير من البلدان الأوروبيّة والعربيّة مثل إيطاليا والأردن والقدس لتصل إلى سوريا في 2004، وهو العام الذي نُظّم فيه أوّل مسير فرنسيسكاني، واستمرّ لمدّة 6 سنوات حتى العام 2010 ليتوقّف بعد ذلك بسبب الحرب، ويعود لينطلق مجدّدًا في العام 2021 بنسخته السابعة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته