وردة عبر آسي مينا: نعمل معًا لتوطيد دعائم العائلة المسيحيّة وتنشئة أبنائها

المطران وردة يفتتح مغارة العائلة المقدّسة بمناسبة عيد ميلاد مريم العذراء في مزار مار إيليا بأربيل، العراق المطران وردة يفتتح مغارة العائلة المقدّسة بمناسبة عيد ميلاد مريم العذراء في مزار مار إيليا بأربيل، العراق | مصدر الصورة: إيبارشية أربيل الكلدانية

أطلقت إيبارشية أربيل الكلدانية مبادرةً رائدة عنوانها «العائلة المباركة» لتشجيع العائلات على الخصوبة وإنجاب الأولاد، مستلهمةً قول المزمور: «مثل كرمة مثمرة تكون امرأتك في جوانب بيتك، ومثل أغراس الزيتون يكون بنوك حول مائدتك. هكذا يبارك الربّ الذين يتّقونه». 

وفي حديث إلى «آسي مينا» أشار راعي الإيبارشية المطران بشار متي وردة إلى أنّ «هذه المبادرة ليست وليدة اليوم. فمنذ سنوات ننبّه من ظاهرة عزوف عائلاتنا الشابة عن الإنجاب أو تأخيره لسنوات، بسبب غلاء المعيشة أو لانشغالهم في تسديد ديون خلّفتها أعراس باهظة بعيدة عن روحية السر المقدس». 

تناقص في أعداد المتزوجين

استطرد وردة: «نتيجة لظروف عدة، قد تكتفي عائلات بإنجاب طفل أو طفلين، وثالث في أفضل الأحوال. وهو أقل التزام تبديه العائلة المسيحية تجاه وجودنا في الشرق الأوسط. فضلًا عن كونه الحد الأدنى المعقول والمقبول لإدامة الأمّة بحسب المعطيات الاجتماعية».

وأوضح أنّ بيانات سجلّات الإيبارشية التي ترقى إلى مستوى الإحصائيات الموثقة والموثوقة، تؤشر إلى تناقص في أعداد المحتفلين بسر الزواج فضلًا عن أعداد المعمّدين. وعدّ ذلك مؤشِّرًا خطيرًا «نظرًا لكون إيبارشية أربيل من الإيبارشيات الكبيرة والمستقرة في العراق، إن لم تكن الأكبر. فهي تضم ما يزيد على 4000 عائلة، فضلًا عن كونها الملاذ الآمن الذي تلجأ إليه العائلات المسيحية من أرجاء العراق كافة». 

تناقص في الولادات

تابع وردة: «تكاد عنكاوا تكون التجمع المسيحي الأكبر في الشرق الأوسط مع احتضانها قرابة 8000 عائلة مسيحية من مختلف الكنائس. فعلى الرغم من غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية غير المستقرة، يفرض عامل الأمان نفسه بقوة». 

وبيّن أنّ أعداد المسيحيين المتزايدة رافقها توسّع في بناء الكنائس، مستدركًا أنّ زيادة الأعداد هذه مترافقة مع مؤشّر خطير هو تناقص أعداد المواليد الجدد. لذلك «لطالما شجّعنا أبناءنا على الخصوبة وإنجاب الأولاد»، على حد تعبيره.

طبابة وتعليم مجّانيّان 

أعلن وردة إطلاق مبادرة «العائلة المباركة»، مفسّرًا أنّها تتضمّن نقاطًا عدة «تتشارك من خلالها الكنيسة مع العائلة في تنشئة الأبناء لينموا بالقامة والحكمة والنعمة عن الله والناس».  إذ تلتزم الإيبارشيّة، عبر مؤسساتها الصحية والتعليمية، بتوفير خدمات مجانية تشمل الطفلين الرابع والخامس في «العائلة المباركة».

وستُمنَح الأم الحامل وجنينها رعاية طبية مجانية في خلال فترة الحمل بمستشفى مريمانا الخاص، إضافة إلى مصاريف الولادة. كما يحظى الطفل الجديد بمنحة دراسية شاملة في مدراس الإيبارشية من الحضانة حتى إتمامه الصف الثاني عشر، فضلًا عن منحة دراسية في الجامعة الكاثوليكية. 

وكشف وردة عن النية في تأسيس صندوق «العائلة المباركة» لرفد المبادرة بالموارد المالية المستدامة الداعمة. وأكّد أنّ كثيرين مستعدون لدعم هذا الصندوق والمساهمة في رعاية «العائلة المباركة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته