لماذا نصلّي التساعيّات؟

إضاءة الشموع عند صلاة التساعيّات تساعد على الدخول في جوّ روحي إضاءة الشموع عند صلاة التساعيّات تساعد على الدخول في جوّ روحي | مصدر الصورة: JAM Inc/Shutterstock

تحمل الصلاة على مدى تسعة أيام في المسيحية معنًى رمزيًّا. وتعود أصولها إلى الأيام التسعة التي كرّسها التلاميذ وأمّنا العذراء للصلاة بين خميس الصعود وأحد العنصرة. ويرتبط هذا الإطار الزمني بحلول الروح القدس، باعتباره نقطة انطلاق المسيحيين في الكنيسة الأولى لإعلان البشرى.

وفي هذا الصدد، أوضح الأب ميلان ككوني، كاهن في إيبارشية أربيل الكلدانية ويتابع دراسات عليا في الأنجلة الجديدة وراعوية الشباب في الجامعة الفرنسيسكانية بولاية أوهايو الأميركية، في حوار مع «آسي مينا» أنّ الرقم تسعة ذو أهمية روحية عميقة، إذ يرتبط عادةً بالوفرة والكمال الإلهي. كما ارتبط على مر التاريخ بجوانب مختلفة من الممارسات الدينية والصوفية. 

أصول التساعيّة في المسيحية

يقول ككوني: «يعود أصل ممارسة التساعية إلى المسيحية المبكرة. فعندما صعد يسوع إلى السماء، أوصى تلاميذه بالبقاء مجتمعين للصلاة، منتظرين حلول الروح القدس. وبإلهام من هذا التوجيه، واصل التلاميذ مع العذراء وأتباع يسوع الآخرين اجتماعهم في العلية، وخصَّصوا أنفسهم للصلاة لمدة تسعة أيام متتالية». وأخيرًا «لمّا أتى اليوم الخمسون» (أعمال 2: 1) حلّ عليهم الروح القدس، وملأهم بنعمة الله ومكّنهم من نشر بشرى المسيح في العالم.

تعبير عن الإيمان والتفاني

بيّن ككوني أنّ تقليد صلاة التساعية انطلق إلى ما هو أبعد من تجربة الرسل. «فمع انتشار المسيحية، سعى المؤمنون إلى الحصول على الإرشاد الروحي والشفاء والإجابة عن صلواتهم من خلال فترات طويلة من التكريس»، على حدّ قوله. وأضاف: «بمرور الوقت، أصبحت ممارسة الصلاة لمدة تسعة أيام متتالية عادة معترف بها ومحبوبة على نطاق واسع. لتغدو اليوم تعبيرًا شائعًا عن الإيمان والتفاني لدى المسيحيين، لا سيّما الكاثوليك، وكذلك في بعض التقاليد الدينية الأخرى».

كيف نصلّي التساعية؟

تُستَهل التساعيات عادةً بصلاة افتتاحية، تعبّر عن النية التي يُرفع الدعاء من أجلها، جماعيةً كانت أم فرديةً. ويمكن إضاءة الشموع أمام صورة  شفيع الصلاة أو أيقونته للدخول في جوّ روحي مقدس.

ثم يتلو المؤمنون صلوات، تكون ذات صيغة محددة غالبًا، بحسب التقليد أو القديس المختار. وقد تتضمن مزامير، أو نصوصًا طقسية، أو صلوات وُضِعَت بصورةٍ خاصّة للتساعية، كما شرح ككوني. واستطرد أنّ تكرار الصلاة يعزز التركيز الروحي ويذكّر بالتزام الفرد المستمر بطلب التوجيه والمساعدة الإلهية.

فعلى مثال التلاميذ المنتظرين حلول الروح القدس، يرفع المؤمنون بصلواتهم تساعيّة بروح تأملية، كشهادة على قوة الصلاة والتكريس والرجاء في التدخّل الإلهي وقوة الإيمان التحويلية في حياتهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته