بمَ تميّز القدّيس ماما؟

القديس ماما القديس ماما | مصدر الصورة: Orthodox Arts Journal/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس ماما في 2 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. هو من عاش حياته في الصلاة ومحبّة القريب، وبشّر بكلمة المسيح حتّى الاستشهاد.

ولِدَ ماما في قيصريّة الكابدوك في أواسط القرن الثالث. كان والداه مسيحيَّيْن مواظبَيْن على عيش نعمة الصلاة والعبادة، يهتمّان بخدمة الفقراء والمحتاجين، ويشهدان للمسيح من حولهما بكلّ شجاعة. وفي أحد الأيّام، أبلغ عنهما بعض الأشخاص إلى الحاكم الوثني ألكسندروس الذي أمرهما بالسجود للأوثان. لكنهما رفضا طلبه بشدّة، عندئذٍ أمر بجلدهما وألقاهما خلف القضبان. رقد والده بسلام من شدّة تعذيبه. أمّا أمّه، فأنجبته في السجن ثمّ ماتت هي أيضًا.

بعد ذلك الحدث الأليم، حضرت أرملة مسيحيّة فاضلة اسمها "أميا" إلى السجن، وطلبت من الحاكم أن يسمح لها بأخذه وبدفن والديْه. ومنذ ذلك الوقت، كبر الطفل في أحضانها وكان يناديها "ماما"، ولفرحها الشديد به كانت تناديه هي أيضًا "ماما". فعلّمته كيفيّة عيش الصلاة والإصغاء الدائم لكلمة الإنجيل المقدس.

وقد تأثّر جدًّا بسيرة والديه البطلَين. تميّز بتواضعه ومحبّته للقريب ودعمه المتواصل للفقراء على مثال والدَيه، كما كان يشكر المسيح باستمرار على نعمه اللامتناهية في حياته.

ولمّا بلغ "ماما" الخامسة عشرة من عمره، بدأ يجاهر بإيمانه القويم ويعلنه بلا خوف أو تردّد أمام عبدة الأوثان، فساهم في ارتداد كثيرين من الشباب إلى الإيمان المسيحي. ولكن، في تلك الحقبة أي أيّام الإمبراطور أورليانوس، اشتعلت نيران اضطهاد المسيحيّين. حينئذٍ، قبض الجنود على "ماما" وحاولوا إرغامه على تقديم الذبائح للأوثان، فلم يخضع لأوامرهم، وقال لهم: "لستُ مستعدًّا لإنكار سيّدي وإلهي يسوع المسيح".

أمام شجاعته تلك، لم يبقَ أمامهم سوى تسليمه إلى رجال الإمبراطور الذين مارسوا فيه أحقر أنواع التعذيب والقهر، فحرقوا أطرافه وطعنوه، وأخيرًا ألقوا به في البحر. فنال إكليل النصر في العام 275 معانقًا فرح الحياة الأبديّة.

أيُّها المسيح، علّمنا كيف نشهد لكلمتك المقدسة في حياتنا وبكلّ شجاعة على مثال القديس "ماما" وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته