متى ظهرت الجماعة الكاثوليكيّة الأولى في منغوليا؟

رسم لجيوفاني دي بيان ديل كاربيني يقابل كويوك خان رسم لجيوفاني دي بيان ديل كاربيني يقابل كويوك خان | Provided by: Wikimedia Commons - creativecommons.org/licenses/by-sa/4.0/deed.en

ينطلق البابا فرنسيس غدًا في رحلة رسولية إلى منغوليا، أرض السماء الزرقاء الأبدية، التي شهدت عام 1992 ولادة ثانية للمسيحية الكاثوليكية في إثر تغيّر حكامها وسقوط الاتحاد السوفياتي. لكنّ الكثلكة دخلت البلاد للمرة الأولى قبل ذلك التاريخ بنحو 750 عامًا.

بدأ تاريخ الكثلكة في منغوليا مع عهد كويوك خان، حفيد جنكيز خان. إلّا أنّ المسيحية لم تكن غريبة على كويوك خان. فكنيسة المشرق حضرت في منغوليا وكان كويوك خان يجلّها ويقدّرها، بحكم أنها دين والدته ومربيه ومستشاره.

موفد باباوي

استقبل كويوك خان في حاضرته قراقورم أول بعثة كاثوليكية عام 1246، أرسلها البابا إينوشينسيوس الرابع وترأسها أحد تلامذة القديس فرنسيس الأسيزي، جيوفاني دي بيان ديل كاربيني. إلا أنّ لوم البابا في رسالته حكام المغول، واستنكاره اعتداءاتهم على الشعوب، وحضّه لهم على التوقف عن ذلك والتكفير عن خطاياهم، هذه كلّها أثارت امتعاض كويوك. فطلب من الأب الأقدس وملوك الغرب الأوروبي أن يحضروا بأنفسهم ليقدموا له الطاعة والجزية، مؤكّدًا أنّ إمبراطوريته ليست إلا وسيلة عقابية مرسَلة من السماء لتدمير المتمردين على حكم السماء.

لكن، كانت لهذه البعثة ثلاثة دوافع. الأول هو الرغبة في معرفة طبيعة الشعب المغولي؛ فقد شكّلت هذه الرحلة أول فرصة للاحتكاك المباشر وتبادل المعلومات بصورة علنية ومكتوبة بين المغول وأوروبا. وتعلَّق الدافع الثاني بمحاولة كبح جماح تقدّم المغول العسكري وربطهم بفكرة السلام، ولا سيما بعد انتصارين متتاليين لقواتهم في أوروبا عام 1241. أما الدافع الأخير فتمثَّل في دعوة حكام البلاد لاعتناق الكاثوليكية وهو ما رفضه ضمنًا الخان المغولي.

البحث عن حلف مغولي-أوروبي

بعدها، توالت البعثات سواء الباباوية أم المرسلة من القديس لويس التاسع ملك فرنسا. وكانت تبحث عن قيام حلف مغولي-أوروبي لمواجهة الحكم الإسلامي، لكنها باءت كلّها بالفشل.

وفي الربع الأخير من القرن الثالث عشر برزت الشخصية الأكثر فاعلية في نشر المسيحية بمنغوليا والصين في العصور الوسطى وهي جيوفاني دا مونتيكورفينو. بتكليف من الكرسي الرسولي كرّس مونتيكورفينو حياته للتبشير مع رفاقه الرهبان في مناطق الحكم المغولي. واستطاع مونتيكورفينو تحويل رجل مؤثر من الجنسية الأويغورية يُدعى كوركوز، ينتمي إلى حاشية الخان الأعظم للمغول، من مذهب كنيسة المشرق إلى الإيمان الكاثوليكي. فلقّب الأوروبيون كوركوز بالأمير جورج. 

تجدر الإشارة إلى أنّ منغوليا تُعَدّ الدولة الأقل كثافة سكانيًّا في العالم (نسبةً إلى مساحتها)، وتحتضن نحو 1400 كاثوليكي فقط. وزيارة البابا فرنسيس البلاد هي الأولى لحبر روماني أعظم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته