ما حال مسيحيي تونس بعد استلام سعيد رئاسة البلاد؟

الرئيس التونسي قيس سعيد يلتقي زعماء الأديان الإبراهيميّة الثلاث في البلاد الرئيس التونسي قيس سعيد يلتقي زعماء الأديان الإبراهيميّة الثلاث في البلاد | Provided by: Tunisian Presidency

تشهد الكنيسة في تونس، ولا سيّما الكاثوليكيّة، تبدّلًا ملحوظًا في نظرة السلطة السياسيّة لها منذ تسلّم رئيس الجمهوريّة الحالي قيس سعيد الحكم في العام 2019. نسلّط الضوء في هذا المقال على بعض المحطّات الدالّة على ذلك.

تجلّت أولى مظاهر الارتياح النسبي الذي عاشه المسيحيّون بعد انتخاب سعيد مع تمكّن الكنيسة الكاثوليكيّة في العام 2020 من الاحتفال برسامة مطران قسنطينة وعنابة في الجزائر نيكولا ليرنو في كاتدرائيّة القديس منصور دي بول بالعاصمة تونس. لم تشهد البلاد هذا الحدث منذ نحو 58 عامًا. فآخر رسامة أسقفيّة أُقيمت في العام 1962 بكاتدرائيّة قرطاج التي حُوِّلَت بعد ذلك بوقتٍ قصير إلى مركز ثقافي.

أمّا العام 2021، فتكلّل بحدث آخر مهمّ على الصعيدَيْن المسيحي والتاريخي، وهو إعادة افتتاح «متحف الفترة المسيحيّة المبكرة» في قرطاج العريقة بعد تعرّضه للسرقة والإهمال.

في أبريل/نيسان الماضي، زارت وزيرة الشؤون الثقافيّة كنيسة نوتردام دو روزار في مدينة باجة للاطلاع على حالتها المعماريّة. على الرغم من عدم وجود نيّة بإعادة افتتاحها للعبادة، بعدما كانت ملكيّتها قد أُحيلت إلى الدولة في العام 1964، شدّدت الحكومة التونسيّة على أهمّية هذه الكنيسة، وخصّصت لها اعتمادات ماليّة لإعادة ترميمها.

في العام 2022، أقدم سعيد على خطوة وُصِفَت بالجريئة حينما أكد أن الإسلام ليس دين الدولة. وأُقِرَّ دستور جديد بعد استفتاء شعبي، حُذِفَت منه عبارة «الإسلام دين الدولة» واستُعيض عنها بـ«الإسلام دين الأمّة».  

لم يستسلم سعيد أمام الهجوم الإرهابي الذي وقع في مايو/أيّار الحالي بمحيط كنيس الغريبة اليهودي بجزيرة جربة التونسيّة، فقد بادر يوم الأربعاء الفائت، على سبيل المثال، إلى دعوة زعماء الأديان الإبراهيميّة الثلاث في البلاد للاجتماع معًا في قصر قرطاج. وقد استعرض سعيد محطات تاريخيّة عدّة في العلاقة المسيحيّة-الإسلاميّة، وشكّل التسامح العنوان الأبرز فيها. كما لفت إلى سعي الدولة المتواصل لحفظ أمن دور العبادة وممارسة الطقوس الدينيّة فيها.

وبعد اللقاء، لفت رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في تونس المطران إيلاريو أنطونيازي إلى أن الاجتماع مع رئيس البلاد شكّل مفاجأة سارّة، ولم يحصل مثله في الماضي.

وفي تعليقه على تبعات هجوم جربة، أشار أنطونيازي إلى أن ردَّ فعلٍ إيجابي للشعب التونسي سينتج عمّا جرى، متمنّيًا أن تكون الأيام المقبلة منيرة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته