إضاءة على تاريخ كنيسة القيامة

قبّة كنيسة القيامة (الصورة ملتقطة من داخل الكنيسة) قبّة كنيسة القيامة (الصورة ملتقطة من داخل الكنيسة) | Provided by: Levi Meir Clancy via Unsplash

تُعَدُّ كنيسة القيامة واحدة من أهمّ الكنائس في العالم وأقدم 3 كنائس في الأراضي المقدّسة. متى بُنِيَت؟ كيف كان تصميمها المعماري الأوّل؟ ماذا أكدت الأدلّة المهمّة العائدة إلى القرن الرابع؟

أمر الإمبراطور قسطنطين الكبير ببناء كنيسة القيامة بعد طلب من أسقف القدس آنذاك مكاريوس، وزيارة والدة الإمبراطور «القديسة هيلانة» في عشرينيّات القرن الرابع في القدس بهدف تحديد قبر المسيح، الموقع الذي ستُقام عليه الكنيسة، معتمدة على الروايات الشفهيّة للسكان المحليين، فنحن لا نمتلك دليلًا تاريخيًّا يشير إلى موقع القبر بدقّة.

في المقابل، لدينا أدلّة مهمّة تعود إلى القرن الرابع تثبت زمن بناء الكنيسة، منها شهادات يوسابيوس القيصري والقديسين كيرلس الأورشليمي وجيروم وكتابات الحاجّة الإسبانيّة إيجيريا. أمّا أهمّ هذه الأدلّة، فهي شهادة «حاج بوردو» الذي زار القدس في العام 333. كذلك، من المؤكد أن هناك صلبانًا اكتُشفت في مغارة تقع أسفل البازيليك في تلك الفترة، وآمن المسيحيّون بأن أحدها صليب المسيح.

بعد نحو 10 سنوات من عمليّات الإعمار، رأت كنيسة القيامة النور حوالى 335، وهي لا تشبه مطلقًا الكنيسة القائمة اليوم. يلي مدخلها من جهة الشرق صحن الكنيسة (أتريوم)، ثمّ البازيليك نفسها (مارتيريوم) أي مقام الشهداء، والتي ترتفع 22 مترًا وتحوي أربعة صفوف من الأعمدة قسّمت الكاتدرائيّة إلى حُجرة مركزيّة محاطة بأربعة أروقة.

بعد البازيليك باتّجاه الغرب، هناك فناء وحديقة، يقع على طرفها الجنوبي المكان الذي يُعتقد أن المسيح صُلِبَ عنده (الجلجثة). يليه إلى الغرب أيضًا الجزء الثالث والأخير من الكنيسة ويُدْعَى أنستاسيس أي القيامة، وهو عبارة عن حجرة دائريّة (روتوندا) في منتصفها قبر المسيح لتصبح الأبعاد الإجماليّة للكنيسة 130×60.

في العام 2016، كُشِفَ عن القبر للمرّة الأولى منذ العام 1555 بهدف الترميم، فأُجْرِيَت الاختبارات على حجره ليتبيّن أنه يعود إلى العام 345 أي إلى الفترة نفسها تقريبًا التي بُنيت فيها الكنيسة لينسف الاعتقاد السابق بأن عمر القبر 1000 سنة فقط. وبالتالي، يكون القبر قد نجا من الدمار الكلّي الذي ألحقه الحاكم بأمر الله الفاطمي بالكنيسة.

من الثابت أن موقع كنيسة القيامة كان مشغولًا قبل بنائها، وهناك فئة من العلماء ترى أن الإمبراطور هادريان الذي أعاد بناء القدس كلّيًّا، مُطْلِقًا عليها اسم «إيليّا كابيتولينا»، بنى بين عامي 132 و135 معبدًا للإلهة فينوس فوق موقع القبر من دون أن يهدمه، وهذا ما تؤيّده الكتابات المسيحيّة القديمة.

كذلك، ما زالت الجدران الاستناديّة مع بعض الزخارف التي تعود إلى القرن الثاني ظاهرة في الكنيسة. ومع كل عمليّة ترميم، تظهر اكتشافات جديدة تعود إلى تلك الحقبة، آخرها تزامن مع مطلع العام الحالي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته