الأخت ندى شرفان: الدعوة الوحيدة لكلّ مسيحيّ هي اتّباع المسيح

الأخت ندى شرفان الأخت ندى شرفان | مصدر الصورة: الأخت ندى شرفان

الأخت ندى شرفان هي من راهبات المحبّة «بيزنسون» في لبنان. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُخبرنا عن طريقة اختبار الدعوات الرهبانيّة وأسباب تراجع أعدادها.

تقول شرفان: «"فَالتَفَتَ يسوعُ فرآهُما يَتبَعانِه فقالَ لَهما: ماذا تُريدان؟ قالا له: رابِّي (أَي يا مُعَلِّم) أَينَ تُقيم؟ فقالَ لَهما: هَلُمَّا فَٱنْظُرا!! (يو 1: 38، 39)". أنطلِقُ من هاتين الآيتَين، عندما تكون الصبيّة تبحث عن دعوتها، وتريد عيش جذريّة الحبّ بتكريسٍ كلّيّ للربّ. وهنا تُعيّن الرهبنة راهبةً لتُرافِقها في مسيرة تمييز الدعوة».

وتُضيف: «تبدأ هذه الصبيّة التردّد إلى مقرّ رهبانيّتنا حتّى تتعرَّف عليها أكثر، ونتعرّف نحن أيضًا إليها، فتشاركنا في الصلاة وفي بعض لقاءات الجماعة، وتكون هذه المرحلة الأولى من الاختبار. وبعد أن تتَّخذ الصبيّة قرارًا يهدف إلى تمييز دعوتها في شكلٍ أعمق، تُحدّد لها الرهبنة الجماعة التي يجب أن تكون موجودة فيها، فتُقدّم طلبًا يُعبّر عن رغبتها العميقة، وهذه المرحلة تُسمّى "الطلبيّة"».

وتوضح: «تستمرّ مرحلة "الطلبيّة" نحو سنة أو أكثر، وفق الحاجة. ويجب على الصبيّة التمتُّع بصحّة جيّدة جسديًّا ونفسيًّا، وأن يكون لديها مستوى ثقافيّ وشهادة جامعيّة حتّى تتمكّن من فهم التنشئة والتفاعل معها».

وتواصل حديثها: «يجب أن تتحلّى الصبيّة بقرار حرّ وسط اختبارها دعوتها. فالدعوة الوحيدة لكلّ مسيحيّ هي اتّباع المسيح، لكنّ لهذه الدعوة وجهًا آخَر هو الحياة المكرَّسة».

الأخت ندى شرفان. مصدر الصورة: الأخت ندى شرفان
الأخت ندى شرفان. مصدر الصورة: الأخت ندى شرفان

وتُخبِر شرفان: «بعد انضمام هذه الصبيّة إلى حياة الجماعة، تبدأ التعمُّق في دعوتها عبر الصلاة الفرديّة والجماعيّة، فنحضّها على الغوص في حياتها المسيحيّة من خلال لقاءات تركِّز على التعمّق الإيمانيّ الأسراريّ. ومن المهمّ بلوغها حالة المصالحة الإنسانيّة ومعرفة الذات».

وتزيد: «هذه الصبيّة تُشاركنا رسالتنا وتتعمّق في حياة مؤسِّسة الرهبانيّة القدّيسة جان أنتيد توريه التي تقول "الله الذي نتأمّل به في سرّ القربان هو نفسه الذي نخدمه من خلال أخينا الإنسان". وتتمثّل النقطة الرئيسة في مرافقة هذه الصبيّة روحيًّا وشخصيًّا حتّى تتمكّن من اكتشاف دعوتها. وبعد ذلك، تنتقل إلى مرحلة الابتداء التي تُعلِن في ختامها نذورها: الفقر والعفّة والطاعة».

وتؤكّد: «لِشحّ الدعوات أسباب عدّة؛ أهمّها أزمة الالتزام التي تطال اليوم مختلف الدعوات، وليس دعوات التكرُّس فحسب. هذا فضلًا عن نظرة المجتمع المغلوطة التي تؤثّر سلبًا في حياة المكرَّسات. كذلك، نجد أنّ نسبة الولادات قد تضاءلت داخل العائلات التي كانت تُشجّع أولادها في الماضي على تكريس حياتهم للربّ، وهو أمر لم يعد مألوفًا».

الأخت ندى شرفان. مصدر الصورة: الأخت ندى شرفان
الأخت ندى شرفان. مصدر الصورة: الأخت ندى شرفان

وتختم شرفان: «أيّها الآب السماويّ، يا منبع كلّ دعوة، امنح الشبيبة قوّة روحك القدوس، افتح قلوب أفرادها ليتجاوبوا مع ندائك، أَفِضْ عليهم نعمة اتّباع ابنكَ يسوع بفرح وسخاء، أعطِنا أن نبذل ذواتنا لإعلان ملكوتك للفقراء، فنُصبح معهم شهودًا للبشرى السارّة على مثال القدّيستَيْن جان أنتيد وأغسطينا، والطوباويَّتَيْن نيميزيا وأنريكيتا، لكَ المجد والشكر إلى الأبد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته