يسوع ملك المجد دائمًا

دخول يسوع المسيح إلى أورشليم دخول يسوع المسيح إلى أورشليم | Provided by: Register Files/NCR

تحتفل الكنائس التي تتبع الطقس الغربي بعيد الشعانين اليوم، وتتأمّل في النصّ الآتي من إنجيل يوحنا: يو 12: 12-22.

يجسّد هذا النصّ واقعنا الروحي اليوم!

فالمؤمنون بغالبيّتهم يعجبون بالربّ وتعاليمه إلى أن تتناقض مع ما يطمحون إليه أو يميلون إلى تحقيقه. وعندها، ينقلبون من مهلّلين للربّ إلى هاتفين ضدّه، كما فعل الكثير ممّن هلّلوا ليسوع لدى دخوله إلى أورشليم وعادوا وطالبوا بصلبه في يوم الجمعة العظيمة!

ليست ذكرى الشعانين إذًا مجرّد يوم نحتفل فيه بالأطفال، بل هو يوم يدعونا إلى الصدق مع الذات ومع الله كي نعود إلى اتّباع المسيح في كلّ يوم، لا في هذا النهار فحسب!

بهذا المعنى، يأتي تأمّلنا في هذا النصّ مقدّمةً لدخولنا في مسيرة أسبوع الآلام كي نسقط من حياتنا كلّ ما يؤدّي بنا إلى الانقلاب على الله وكلّ ما يدفعنا للتخلّي عنه في يوميّاتنا!

لقد غار الفرّيسيّون من يسوع يوم دخوله إلى أورشليم، فقالوا لبعضهم: «انظروا: إنّكم لا تنفعون شيئًا! ها هو العالَم قد ذهب وراءه!»...

-ماذا كانوا ليقولوا لو عاشوا بيننا اليوم؟!

-ماذا لو رأوا سلوكيّاتنا ومجتمعنا وما فيه؟

من المؤكد أنّهم لم يكونوا ليغاروا، ولربّما كانوا ليقولوا: «يسوع ليس خطرًا، فحتّى المحسوبون عليه لا يسيرون خلفه كما يجب!».

سنكون كثرًا اليوم في مسيرة الشعانين. وكثيرون من الكهنة سيشكرون الأطفال لأنهم أجبروا بعض أهاليهم على الحضور إلى الكنيسة للمشاركة في الزيّاح...

كم غريبٌ فعلًا هو الإنسان الذي يرفض نعمة مجّانيّة قوامها الاتحاد بالله وكلمته وجسده ودمه ويفضّل عليها أمورًا لا ترتقي إلى مقام الذبيحة الإلهيّة.

لذلك:

-جيّدٌ أن نسير اليوم في قافلة الناس والأطفال، لكن الأفضل أن نحوّل هذه المسيرة إلى قرار دائم في حياتنا باتّباع المسيح لا على طريقٍ طولها بالأمتار بل في دروب الحياة التي تميّزها المواقف!

-جيّدٌ أن نأتي اليوم أو في هذا الأسبوع إلى الكنيسة، ولكن يا ليت لو تكون لدينا رغبة دائمة برؤية المسيح في كلّ آنٍ وأوان!

-جيّدٌ أن نحمل ابننا أو ابنتنا اليوم، لكن فلنتّعظ من حَمْلِنا لهم في هذا الاحتفال كي نحملهم دائمًا إلى يسوع ليكتسبوا غذاءً لأرواحهم من خلال حضوره في حياتهم!

لقد مات الله من أجلنا مرّةً في التاريخ... فلنسعَ كي لا نكون ممّن يميتونه كلّ يومٍ حين يهتفون له في المناسبات ويعيشون في سائر الأوقات من دونه!

المطلوب اليوم أن نعي أن الربّ هو الملك على حياتنا لا في يومٍ واحد وحسب بل في كلّ أيّام حياتنا!

المزيد

أسبوعَ آلامٍ مباركًا!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته