درب الصليب… مسيرة نحو القيامة

درب الصليب درب الصليب | Provided by: MWPHOTOS55/Shutterstock

تزدان جدران غالبيّة الكنائس الكاثوليكيّة بلوحاتٍ تصوّر كلّ واحدة منها مشهدًا لحدثٍ مهمّ ورد في رواية الآلام، وفق الأناجيل الأربعة. انطلاقًا من التأمّل في آلام يسوع المسيح الخلاصيّة، ما هي رتبة درب الصليب؟

لطالما أكرم المؤمنون الأماكن المقدّسة التي عاش فيها يسوع وشهدت مراحل مختلفة من حياته، ومنها طريق الآلام. منذ القرون الوسطى، كان حجّاج الأراضي المقدّسة يتّحدون مع المسيح في آلامه، سالكين الطريق عينه صوب الجلجثة، في تقليد يُعتقد أنه بدأ منذ القرن الخامس، وأصبح أكثر تنظيمًا مع تولّي الرهبان الفرنسيسكان في القرن الرابع عشر مهمّة حراسة الأراضي المقدّسة.

في ضوء ذلك، ظهرت رتبة درب الصليب لاحقًا بين الأوروبيين غير القادرين على زيارة الأماكن المقدّسة، واتّسع انتشارها بتشجيع من الآباء الفرنسيسكان الذين حملوا معهم إلى أوروبا صورًا تمثّل درب الصليب لتصبح مع حلول القرن الخامس عشر معروفة على نطاق أوسع، ووُضِعَت لها تأمّلات وصلوات خاصّة تدرّجت في التطوّر حتى أصبحت أربعة عشر تأمّلًا مرافقًا لأربع عشرة مرحلة من مراحل درب الصليب. وأُضيفت إليها في السنوات الأخيرة المرحلة الخامسة عشرة التي تتأمّل في قيامة الربّ لتكون نهاية درب الآلام مع فرح القيامة لا مع أحزان الموت.

تُقام هذه الرتبة كل يوم جمعة من الصوم الكبير في الكنائس الكاثوليكيّة، حيث تُقرأ تأمّلات روحيّة مصحوبة بصلوات وتراتيل داعية إلى التوبة والندامة عبر مرافقة يسوع في طريق آلامه، بصحبة العذراء أمّه الحزينة. ويحمل أحد المؤمنين الصليب برفقة حاملي الشموع، ويطوفون في الكنيسة مع التوقّف عند كل صورةٍ من الأربع عشرة بالتتابع ليُتلى مع كل وقفةٍ تأمّلٌ روحي خاصّ تليه صلاة الأبانا والسلام، ثمّ ترتيلة لمريم أمّنا الحزينة: «أيّتها الأم القديسة، اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبعة»، وتتبعها ترتيلة خاصّة بكل مرحلة تُواسي مريم العذراء في حزنها على وحيدها الماضي إلى الموت.

رتبة درب الصليب ليست دعوةً إلى التباكي أو الحزن على إلهنا المتألم، بل دعوة إلى التأمّل في محبّة الله «الذي لَمْ يُشفِقْ على ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رو 8: 32).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته