الحبّ الإلهي صار بشرًا

ولادة يسوع المسيح في بيت لحم ولادة يسوع المسيح في بيت لحم | Provided by: VinnyCiro via Pixabay

في يوم عيد الميلاد، لا يمكن لأيّ إنسانٍ مسيحي إلّا أن يتوقّف أمام عظمة سرّ التجسّد الإلهي!

الله، خالق هذا الكون وما فيه، يتجسّد طفلًا صغيرًا معرّضًا لشتّى أنواع المخاطر ولاحقًا الاضطهاد الذي لاحقه منذ الطفولة حتى لحظة الصلب التي أدّت إلى الموت فالقيامة!

كم يحبّنا هذا الإله الذي «أخلى ذاته» (فيليبي 2: 7) كلّيًا «من أجلنا ومن أجل خلاصنا» (كما نقول في قانون الإيمان).

لا بدّ من وقفةٍ تأمّليّة أمام هذا الحدث العظيم الذي جدّد الإنسانيّة بنفحة ألوهيّة أعادت إحياء الروح في ذلك الجسد المثقل بأحمال الخطايا والذنوب المتراكمة عبر العصور بسبب جفاء الإنسان تجاه هذه المحبّة اللامتناهية، والتي أضحت «منّا وفينا» كما نقول بالعاميّة!

من المؤكد أنّ في أعماق كلّ واحدٍ منّا، في هذا اليوم المبارك، توقًا للعودة إلى دفء الطفولة وحنينًا إلى وجوهٍ شاخت أو غابت، سعت في كلّ حياتها، ولا سيّما في مثل هذا العيد، لزرع ابتسامةٍ عريضةٍ على وجوهنا!

ولكن، هل ندرك أنّنا، مهما بلغنا من العمر، نبقى أبناءً محبوبين لأبينا السماوي الذي خلقنا بفعل محبّةٍ لامتناهٍ؟

نحن مدعوّون، اليوم وفي كلّ يوم، إلى التأمّل في عظمة هذا الآب فيما نحتفل بميلاد الربّ بالجسد في أرضنا ومن أجلنا!

اليوم، أمام هذه المحبّة، لا بدّ لنا من سؤال ذواتنا: هل نقدّر فعلًا ما قام به الله من أجلنا؟ وهل نحن على استعداد لمبادلته هذه المحبّة؟ لقد وُلِدَ المسيح في الزمن...

وُلِدَ من أجلي ومن أجلك ومن أجل كلّ من يبحث عن معنى لحياته...

وُلِدَ فقيرًا من أجل المحروم من الماديّات كي يدرك أنّ قيمته ليس في ما يملك بل في ما هو عليه كإنسان...

وُلِدَ في مغارة من أجل المشرّد كي يعلم بأنّ قيمته الإنسانيّة ليست مرتبطة بحجم بيته أو عدد ممتلكاته أو قيمتها...

وُلِدَ «وحيدًا»، بلا إخوة، كي يفهم كلّ إنسانٍ أن لا شيء يُدْعَى «وحدة» إن كان الإنسان مع الله... ومن يشعر بالوحدة والفراغ، فليبحث عن الله كما بحث عنه المجوس الذين لم يجدوا الراحة والسلام إلّا حين وجدوا يسوع، على الرغم من علمهم وأملاكهم...

وأنت؟ هل بحثت عن يسوع؟ وهل وجدته؟!

من أهمّ العِبَر في هذه الليلة أن نختبر من جديد روح البنوّة الحقّة ونجدّد قلوبنا كي تستقبل فيض الحبّ الإلهي، اليوم وفي كلّ يوم!

فالميلاد ليس موسمًا بل هو زمنٌ لم يبدأ لينتهي إلّا بالنسبة لمن رأى في الله عدوًّا أو حاجزًا للسعادة أو عائقًا لأنانيّته! وليس الميلاد تلك النفحة من الطفولة التي ما أن تملّ من اللعبة حتى تضعها جانبًا وتهملها أو تنساها!

يسوع هو الدائم وكلّ ما سواه لن يدوم... ومتى ثبتنا فيه أضحى عيدنا دائمًا.

ميلاد مجيد!

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته