الملكة إليزابيث الثانية والفاتيكان: خمسة باباوات وسلسلة لقاءات وعقود طويلة

الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارتها الفاتيكان في العام 2014 الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارتها الفاتيكان في العام 2014 | Provided by: Lauren Cater - CNA

توفّيت الملكة إليزابيث الثانية عن عمر 96 عامًا في قلعة بالمورال في إسكتلندا بعد سبعين عامًا من المُلك.

منذ ولادتها في العام 1926، عايشت الملكة ثمانية باباوات، من بيوس الحادي عشر حتّى البابا الحالي. لكنّها على مرّ العقود التقت خمسة من خلفاء القديس بطرس بين حاضرة الفاتيكان والمملكة المتّحدة.

البابا بيوس الثاني عشر: التقت به إليزابيث في الفاتيكان في العام 1951 قبل اعتلائها العرش وهي ما زالت أميرة.

البابا يوحنا الثالث والعشرين: التقت به كملكة مع الأمير فيليب في 5 مايو/أيّار 1961. يومها عبّر البابا عن «تقديره العميق لشخصها».

البابا يوحنا بولس الثاني: التقت به في العام 1980 في الفاتيكان. بعدها بعامين زار يوحنا بولس المملكة المتّحدة ملتقيًا بها هناك من جديد. وفي العام 2000، زارت الملكة البابا البولندي من جديد في حاضرة الفاتيكان، مع نهاية الألفيّة الثانية.

البابا بنديكتوس السادس عشر: التقت به مع الأمير فيليب في العام 2010 خلال رحلته إلى إنجلترا لتطويب الكاردينال جون هنري نيومين.

البابا فرنسيس: التقت به في الفاتيكان في العام 2014، في الذكرى المئويّة على إعادة تأسيس العلاقات الديبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي والمملكة المتّحدة.  

رأسا كنيستين ودولتين

هذه الزيارات المتعدّدة لم تأتِ فقط بينها كملكة والباباوات كرؤساء للكنيسة الكاثوليكيّة، فالملكة في شخصها هي الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا أيضًا. ومع أنّ رئيس أساقفة كانتربري هو الذي يتصرّف كرئيس فعلي للكنيسة، لكن كلّ عاهل بريطانيّ يحمل هذا اللقب. من هنا، كانت لقاءاتها الباباوات بين رئيسي دولتين وكنيستين في الوقت عينه.

علاقات ديبلوماسيّة كاملة

في عهد الملكة إليزابيث، استعاد الكرسي الرسولي والمملكة المتّحدة علاقتهما الديبلوماسيّة الكاملة. فمنذ العام 1540، لم يعد الفاتيكان وإنجلترا يتبادلان السفراء. لكن العلاقات الديبلوماسيّة بدأت تعود إلى مجاريها في العام 1914 مع بداية الحرب العالميّة الأولى، من دون أن يؤدّي ذلك إلى عودة كاملة لتبادل السفراء. وفي عهد الملكة الراحلة، في العام 1982 تحديدًا، عادت الدولتان تتبادلان السفراء. وفي مارس/آذار من العام الحالي، احتفل الكرسي الرسولي والمملكة المتّحدة بأربعين عامًا من العلاقات الديبلوماسيّة الكاملة.

انفتاح على العمل المسكوني

بين عامي 1962 و1965، عقدت الكنيسة الكاثوليكيّة المجمع الفاتيكانيّ الثاني منفتحة بذلك رسميًّا وكليًّا على الحوار بين الكنائس. ومن ناحيتها، في فترة حكم الملكة إليزابيث العرش البريطانيّ، كانت الكنيسة الأنغليكانيّة أيضًا منفتحة على الحوار المسكونيّ مع الكنيسة الكاثوليكيّة. لذا، تطوّرت العلاقات المسكونيّة بين الكنيستين بشكل كبير في العقود الأخيرة. وكان من المفترض لآخر ثمار هذا التعاون المسكوني أن تتمّ برحلة يقوم بها البابا فرنسيس مع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي ورئيس الجمعيّة العموميّة لكنيسة إسكتلندا مارتن فاير إلى جنوب السودان في يوليو/تمّوز الفائت. لكن الرحلة أُلغيت بطلب من طبيب البابا من أجل عدم تعريض نتائج العلاج الذي يخضع له في ركبته للخطر.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته