هل يلتقي البابا فرنسيس الرئيس الصيني الأسبوع المقبل في كازاخستان؟

البابا فرنسيس والرئيس الصيني شي جين بينغ البابا فرنسيس والرئيس الصيني شي جين بينغ | Provided by: Pope Francis and Xi Jinping/Mazur/catholicnews.org.uk/360b/shutterstock/CNA

يُتوقّع أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ كازاخستان في اليوم نفسه الذي يزور فيه البابا فرنسيس الدولة الواقعة في آسيا الوسطى الأسبوع المقبل. وأعلنت وزارة الخارجيّة الكازاخستانيّة أنّ شي سيلتقي رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في 14 سبتمبر/أيلول الحالي في خلال زيارة البابا التي تستغرق ثلاثة أيّام للعاصمة نور سلطان.

تأتي الزيارتان المتزامنتان للبابا وشي في وقتٍ يُجْري الكرسي الرسولي والصين مفاوضات بشأن تجديد اتّفاق موقّت يتعلّق بتعيين أساقفة في الصين.

اتّفاق بين الفاتيكان والصين

قال أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، في مقابلة مع قناة تلفزيونيّة إيطاليّة في 2 سبتمبر/أيلول الحالي، إنّ وفدًا من دبلوماسيّي الفاتيكان قد عاد من الصين وإنّه يعتقد أنّ الاتّفاق سيجري تجديده هذا الخريف.

وستكون هذه ثاني مرّة يُجَدّد فيها الاتّفاق مع بكين منذ أن وقّعه الكرسي الرسولي للمرّة الأولى في سبتمبر/أيلول 2018.

وكانت بكين قد قطعت علاقاتها الدبلوماسيّة مع الكرسي الرسولي في العام 1951 بعد وصول ماو تسي تونغ إلى السلطة في الثورة الشيوعيّة الصينيّة وما رافق ذلك من طردٍ للمبشّرين من الصين.

ومن دون وجود علاقاتٍ دبلوماسيّة، سيكون اللقاء المحتمل بين شي والبابا فرنسيس غير رسمي. ولم يكن هناك أبدًا لقاءٌ بين البابا ورئيس صيني في تاريخ الكنيسة.

انتهاكات الحرّية الدينيّة

إلى ذلك، قال مصدر يعمل في البرلمان الكازاخستاني لوكالة الأنباء الكاثوليكيّة إنّ «من الممكن نظريًّا» أن يلتقي البابا والرئيس الصيني. ويشارك البابا فرنسيس في مؤتمر قادة الأديان العالميّة والتقليديّة في كازاخستان يومي 13 و15 سبتمبر/أيلول الحالي.

ومن المقرّر أن يعقد البابا اجتماعات خاصّة مع بعض المشاركين في القمّة بين الأديان ظهر 14 سبتمبر/أيلول الحالي، يوم زيارة شي للعاصمة الكازاخستانيّة. ومع ذلك، فمن غير المرجّح أن يُشارك الزعيم الصيني في قمّة الزعماء المسلمين والمسيحيّين وغيرهم من القادة الدينيّين.

وتعرّض شي لإدانة دوليّة متزايدة على خلفيّة اضطهاد الصين الوحشي لمسلمي الأويغور في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين.

ونشرت الأمم المتّحدة تقريرًا في 1 سبتمبر/أيلول الحالي وثّق «انتهاكاتٍ خطِرة لحقوق الإنسان» في شينجيانغ، بما في ذلك أنماط التعذيب والاحتجاز والعنف الجنسي ضدّ هذه الأقليّة الدينيّة في الصين.

وستُشكّل كازاخستان أوّل محطّة رسميّة لشي خارج الصين منذ بداية جائحة كورونا، إذ إنّه كان قد بقي في الصين طوال هذه الفترة، حيث أشرف على عمليّات الإغلاق الأكثر صرامة في العالم. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، يُمكن أن تشمل رحلة شي إلى آسيا الوسطى لقاءً في أوزبكستان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

زيارة تايوانيّة للفاتيكان

عشيّة إعلان زيارة شي المرتقبة لكازاخستان، التقى نائب رئيس تايوان السابق البابا فرنسيس في الفاتيكان. وقال الرئيس التايواني تساي إنغ وين إنّ نائب الرئيس السابق، تشين شين جين، كان في حفل تطويب يوحنا بولس الأوّل في 4 سبتمبر/أيلول الحالي، ممثِّلًا تايوان.

وكتب تشين على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ البابا استقبله قبل التطويب وطلب منه «الصلاة من أجل شعب تايوان».

والكرسي الرسولي هو واحد من 14 دولة فقط تُقيم علاقات دبلوماسيّة رسميّة مع تايوان، والكيان الوحيد في أوروبا الذي يعترف بتايوان على أنّها دولة.

المزيد

وتعتبر بكين تايوان مقاطعة متمرّدة، وقد ضغطت على الدول لإنهاء العلاقات مع هذه الجزيرة، وهو ضغطٌ دفَعَ سبع دول إلى تحويل علاقاتها الدبلوماسيّة من تايبيه إلى بكين منذ العام 2016. ويُعتقد على نطاق واسع أنّ بكين ستطالب الكرسي الرسولي بإلغاء العلاقات مع تايوان، شرطًا أساسيًّا لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع الفاتيكان.

الكاردينال زِن قيد المحاكمة

كانت الحكومة الصينيّة قد اعتقلت كاردينالًا كاثوليكيًّا في هونغ كونغ قيد التحقيق. وهو كان مدافعًا صريحًا عن الحرّية الدينيّة والديمقراطيّة.

ومن المقرّر أن يُحاكم الكاردينال جوزيف زِن، الأسقف الفخري لهونغ كونغ، مع أربعة أشخاص آخرين في هونغ كونغ، من 19 إلى 23 سبتمبر/أيلول الحالي. وبعد اجتماع 197 كاردينالًا كاثوليكيًّا في الفاتيكان الأسبوع الماضي، أبدى الكاردينال غيرهارد لودفيغ مولر خيبة أمله لأنّ الكرادلة لم يستغلّوا الاجتماع «لإعلان التضامن الكامل مع الكاردينال المعتقل».

وأضاف أنّه لم يكُن هناك حتّى اقتراح لصلاةٍ جماعيّة لزِن.

وقال مولر إنّ من الواضح أنّ هناك أسبابًا سياسيّة لدى الكرسي الرسولي تمنع مبادرات كهذه، في إشارة إلى اتّفاق تعيين الأساقفة الذي وُقّع في الآونة الأخيرة مع حكومة شي.

ربّما ينبغي للكنيسة أن تكون أكثر حرّية وأقلّ التزامًا بالمنطق الدنيوي القائم على السلطة، وبالتالي التحلّي بحرّية التدخّل، وإذا لزم الأمر، انتقاد هؤلاء السياسيّين الذين ينتهي بهم الأمر إلى قمع حقوق الإنسان. في هذه الحالة، لماذا لا تنتقد الكنيسة بكين؟

(تستمر القصة أدناه)

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته