البابا فرنسيس يزور مدينة لاكويلا ويشرح في عظته معنى الألم

البابا يعظ خلال الذبيحة الإلهيّة اليوم البابا يعظ خلال الذبيحة الإلهيّة اليوم | Provided by: Vatican Media

في زيارته الرعائيّة لمدينة لاكويلا الإيطاليّة، تكلّم البابا فرنسيس عن الرحمة، شارحًا أنّها عطيّة من عند الله لا يمكننا فهمها إن لم نعِ أوّلًا بؤسنا. وذكّر الأب الأقدس بأنّ الألم كنز من خلاله نفهم وجع الآخرين.

ففي ساحة بازيليك القدّيسة مريم، احتفل الأب الأقدس بالذبيحة الإلهيّة ضمن زيارة خاصّة لفتح «باب الرحمة» الذي معه يبدأ سنويًّا «الغفران السيليستيني» من 28 حتّى 30 أغسطس/آب. وهذا الغفران كان البابا سيليستينوس الخامس قد أعطاه لمدينة لاكويلا منذ 728 عامًا. وسيليستينوس الخامس هو بابا اشتهر في التاريخ لكونه آخر بابا استقال من مهامه الحبريّة في العصور الوسطى.

وفي عظته، اعتبر الحبر الأعظم أنّ القدّيسين هم شرح مذهل للإنجيل، فحياتهم وجهة نظر مميّزة نستقي منها بشارة يسوع السارّة. وقال إنّ سيليستينوس لم يكن رجل الرفض الكبير في استقالته من الباباويّة، بل رجل القبول. ففي التواضع قوّة، بحسب فرنسيس، والله يكشف أسرار الملكوت للمتواضعين، وقوّتهم هي الربّ وليست الاستراتيجيّات والوسائل البشريّة ومنطق هذا العالم.  

من هنا، رأى البابا فرنسيس أنّ سيليستينوس الخامس كان رجلًا يستقي شجاعته من الإنجيل، وفيه نرى كنيسة حرّة من المنطق الدنيوي تشهد لاسم الله الذي هو الرحمة. وأردف أنّه لا يمكن أن نفهم الرحمة إن لم نفهم بؤسنا أوّلًا، فمن يعتقد أنّ بإمكانه الوصول إلى الرحمة من دون المرور ببؤسه يكون مخطئًا. وأضاف الأب الأقدس أنّ يسوع هو رحمة الآب والحُبّ المُخلّص.

ورأى رأس الكنيسة الكاثوليكيّة فرنسيس أنّ مدينة لاكويلا تحافظ، منذ قرون عدّة، على ذكرى العطيّة التي تركها لها البابا سيليستينوس، ومن خلالها تحصل المدينة على امتياز تذكير الجميع بأنّ في الرحمة يمكن لكلّ رجل وامرأة العيش بفرح. وعرّف الحبر الأعظم الرحمة بأنّها «اختبار الإحساس بالاستقبال واستعادة المسيرة والقوّة والشفاء والشجاعة. فأن يُغْفَر لنا هو أن نختبر القرب من القيامة، هنا والآن. لذا الغفران هو الانتقال من الموت إلى الحياة، ومن اختبار القلق والشعور بالذنب إلى الحرّية والفرح».

وأوضح البابا أنّ الله يعطينا النور في بؤسنا. وتكلّم فرنسيس عن آلام شعب مدينة لاكويلا الذي توجّع كثيرًا بسبب الزلزال الذي ضربه في العام 2009. وقال: «على من يتألّم أن يجعل من آلامه الشخصيّة كنزًا وعليه أنّ يفهم بأنّه قد أُعطي عبر الظلمة أن يعي ألم الآخرين أيضًا». وأضاف البابا أنّ كلّ إنسان يختبر في حياته «زلزال النفس» الذي يضعه أمام هشاشته وحدوده الشخصيّة.

وفي القسم الأخير من عظته، فسّر البابا فرنسيس أنّ قيمة الإنسان ليست في المنصب الذي يشغله في هذا العالم، بل في الحرّية التي يقدر عليها ويُظهرها بالملء عندما يقبل أن يجلس في المقاعد الخلفيّة وأن يُترَك له مكانًا على الصليب. فالمسيحي يعلم أنّ حياته ليست مسيرة مهنيّة بحسب منطق هذا العالم، بل مسيرة بحسب منطق المسيح الذي يقول عن ذاته إنّه أتى ليخدُم وليس ليُخدَم. فحيث لا توجد الحرّية الداخليّة، توجد الأنانيّة والفردانيّة والطمع والطغاة وكل أنواع البؤس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته