كلّ عام، ينظّم المسيحيّون يوم أحد الشعانين في القدس مسيرة احتفالية طويلة من بيت فاجي إلى باب الجديد تستمر حتى ساعات المساء. وبعدها، يصرّ أبناء رعية اللاتين على إقامة القداس السنوي الوحيد المسموح به باللغة العربية، حسب «الستاتيكو» القائم في كنيسة القيامة، على مذبح جبل الجلجثة، مكان صلب المسيح.
بين أزقّة القدس الخالية وعلى وقع صخب الحرب في غزة، انطلق نحو 500 طالبة وطالب مسيحي من مدارس القدس للمشاركة في رياضة درب الصليب على خُطى المسيح. هنا، في المكان ذاته الذي شهد قصة الحبّ العجيب قبل ألفي سنة، تضرّع الأطفال من أجل السلام في غزة وسائر الأراضي المقدسة.
في اليوم الحادي والسبعين من الحرب في الأراضي المقدسة، وقبل أسبوع من حلول عيد الميلاد المجيد، اشتدّت وتيرة العنف لتسفر أمس عن مقتل سيدتَين فلسطينيتَين مسيحيّتَين وإصابة 7 آخرين داخل كنيسة العائلة المقدسة في غزة.
كنيسةٌ فارغة، حجارةٌ باردة، وصوت قناديل معلّقة يحرّكها الهواء. نصف الباب مفتوح لكنّ قلّة من المحليّين استطاعت إليها سبيلًا. إنّها كنيسة القيامة في القدس العائدة إلى سكون ذاك السبت العظيم. فلا أحد عند القبر أو فوق الجلجثة. المكان خالٍ تمامًا كأنّه ينتظر فجر القيامة…