البطريركيّة اللاتينيّة تدين «اغتيال سيّدتَين» داخل رعيّة العائلة المقدّسة في غزة

السيّدتان ناهدة وسمر اللتان نعتهما رعيّة العائلة المقدّسة في غزة السيّدتان ناهدة وسمر اللتان نعتهما رعيّة العائلة المقدّسة في غزة | مصدر الصورة: الأب رفعت البدر

في اليوم الحادي والسبعين من الحرب في الأراضي المقدسة، وقبل أسبوع من حلول عيد الميلاد المجيد، اشتدّت وتيرة العنف لتسفر أمس عن مقتل سيدتَين فلسطينيتَين مسيحيّتَين وإصابة 7 آخرين داخل رعيّة العائلة المقدسة في غزة.

تعليقًا على الحادثة، أصدرت البطريركية اللاتينية في القدس بيانًا دانت فيه «اغتيال الجيش الإسرائيلي السيدة ناهدة أنطون وابنتها السيدة سمر أنطون رميًا بالرصاص، حيث سقطت إحداهما في أثناء محاولتها إنقاذ الأخرى بدم بارد داخل مبنى الدير حيث لا توجد أيّ مقاومة».

وأضافت البطريركيّة أنّ «في وقت سابق من اليوم نفسه، أُطلق صاروخ من دبابة إسرائيلية استهدف صباح السبت مبنى دير راهبات الأم تريزا الموجود داخل أسوار الكنيسة والذي يؤوي 54 شخصًا من ذوي الإعاقة. كما جرى تدمير خزان الوقود والمولد الكهربائي الذي يُعدّ مصدر الطاقة الوحيد لنحو 600 مواطن معظمهم من المسيحيين النازحين داخل أسوار الكنيسة منذ اندلاع الحرب».

وختمت البطريركيّة بيانها «بالاستنكار الشديد لهذا الهجوم واستهجانه خصوصًا أنّ العالم المسيحي يستعدّ للاحتفال بعيد الميلاد المجيد».

«جميع الطرق محفوفة بالخطر»

في شهادة خاصّة لـ«آسي مينا» من مصدر داخل الكنيسة، فإنّ «قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر الكنيسة منذ أسابيع وتطلب من المواطنين إخلاء المكان إلى جنوب قطاع غزة. علمًا أنّ جميع الطرق محفوفة بالخطر، إلا أنّ المسيحيين في غزة متمسّكون بالبقاء داخل كنيستهم. ولكن في خلال اليومين الماضيين كانت وحدة القناصة قد انتشرت على الأسطح المقابلة للكنيسة وتعمل على إطلاق النار على أيّ شخص يتحرّك في الداخل، ما أسفر عن وقوع 10 إصابات مباشرة نتيجة الرصاص».

الأب إبراهيم فلتس. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة
الأب إبراهيم فلتس. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة

فلتس: قلق شديد على مصير المسيحيّين

في متابعة لهذه التطورات، تواصلت «آسي مينا» مع الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأراضي المقدّسة. وتحدث فلتس بتأثر عن الأوضاع المأسوية التي يواجهها المسيحيون في غزة في خلال الأيام الأخيرة.

وأعرب عن قلقه العميق وقلق الكنيسة إزاء التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى عدم وجود أيّ مكان آمن حاليًّا بعد استهداف الكنائس والأديار التي كانت تُعدّ الملاذ الوحيد  للمسيحيين في غزة. كما عبّر فلتس عن مخاوفه من اندثار المسيحيين نتيجة الوضع الذي يعيشونه هناك.

وأكّد فلتس أنّ الكاهن الكاثوليكي الوحيد هناك وأبناء الرعية يواجهون فترة صعبة للغاية، مشيرًا إلى حالات حرجة بين المصابين السبعة، إذ إنّ حالتهم الصحّية لا تزال غير مستقرة نتيجة عدم توفر الرعاية الطبية ونقص الإمكانيات الضرورية لمعالجة الجرحى.

الأب يوسف، الكاهن الكاثوليكيّ الوحيد في غزة. مصدر الصورة: صفحة العائلة المقدّسة (دير اللاتين)-غزة
الأب يوسف، الكاهن الكاثوليكيّ الوحيد في غزة. مصدر الصورة: صفحة العائلة المقدّسة (دير اللاتين)-غزة

تجدر الإشارة إلى أنّه الهجوم الرابع على منشآت مسيحية داخل قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته