لبنان يتألّم من فصول الحرب المستمرّة... الكنيسة لا تتوقّف عن الصلاة... المؤمنون يتضرّعون إلى الربّ ويطلبون شفاعة قدّيسي بلد القدّيسين من أجل استعادة السلام. على الخطّ نفسه تنشر الرهبانيّة المارونيّة المريميّة عطر الرجاء في أرجاء البلد الغارق في مآسيه، مسلّمةً إيّاه إلى يسوع ملك السلام وحمل الله.
تتعاقب المبادرات الدوليّة بشأن لبنان، وتتراكم المساعدات الإغاثيّة المرسَلة إليه، فيما المطلوب الجوهري: وقف النار. في بلدٍ باتت أجزاء كبيرة منه ركام حجر، يتمسّك اللبنانيون عمومًا والمسيحيون خصوصًا بكلّ خيط أمل يوحي بأنّ صوت الدبلوماسيّة يعلو على صوت الميدان الصاخب.
إلى لبنان الغارق في حربٍ مدمّرة تتّجه عيون المغتربين اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا. في قلب رعاياهم الاغترابيّة يصلّون لأهلهم في الوطن الجريح، وينتظرون خبرًا أو رسالةً تقوّي رجاءهم بالسلام الآتي. ومن بين هؤلاء موارنة أفريقيا الذين وصلتهم قبل ساعاتٍ رسالة خاصّة من رأس كنيستهم.
شرح النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية المطران باولو مارتينيلي أنّ العمل على الحوار بين الأديان في اليمن يحمل معنى خاصًّا. فهناك جماعتان لراهبات الأم تريزا وكاهن يضطلعون بحوار بين الأديان عبر خدمة المحبّة، على حدّ تعبيره.
نعت الكنيسة الكاثوليكية في مصر مع رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق ضحايا حادثة انقلاب حافلة طلاب جامعة الجلالة. وقعت الحادثة على طريق السويس-العين السخنة في مصر، وأسفرت عن مقتل 12 طالبًا وطالبة من بينهم طالبة كلّية الطبّ ميريام ميلاد فوزي واصف سعد، فتاة مسيحية من محافظة المنوفية.
على وقع دويّ الحرب في لبنان واتّساع رقعتها إلى مناطق مختلفة، وأمام تفاقم مشهديّة النزوح، تحرّك رؤساء الطوائف اللبنانيّة تحت عباءة بكركي في سبيل الدفع معًا باتجاه إنقاذ الوطن الجريح.
تتّسع رقعة التصعيد العسكريّ في لبنان لتبلغ مناطق لم تكن واقعة ضمن نطاق الاستهداف وتحديدًا في محافظتَي جبل لبنان والشمال. مشهد يقابله احتدام المعارك بين حزب الله وإسرائيل في قرى الحدود الجنوبيّة، واشتداد وتيرة الغارات على البقاع مقابل تراجعها في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
على رجاء انجلاء كابوس الحرب يعيش اللبنانيون المغتربون في أصقاع العالم. قلوبهم تنبض للوطن الأمّ، وبالهم مع أهلهم الباقين في لبنان وسط تصعيد عسكريّ غير مسبوق منذ العام 2006. هؤلاء، يواصلون الصلاة على نيّة عودة السلام إلى ربوع بلدهم، ويمدّون ذويهم بمقوّمات الصمود.
هدوء متقطِّع حذِر يخيّم على العاصمة اللبنانية منذ يومَين تحديدًا. لليلتَين متتاليتَين تمكّن سكّان بيروت وساحل جبل لبنان من النوم قليلًا بعدما حُرموا إيّاه طوال الأسبوعَين الفائتَين بسبب سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبيّة لبيروت. ومع تراجع وتيرة القصف ومنسوب عنفه، تتقدّم وتيرة الحراك الكنسيّ للدفع باتّجاه حلٍّ يُنهي دوّامة القتل ويعيد إلى بلد القدّيسين السلام والطمأنينة.
سُحب دخان أسود، نيران مشتعلة، شرارات تضيء السماء وتنتشر في الأرجاء، دويّ أصوات وتفجيرات متتالية... واحدة من أعنف الليالي عاشتها العاصمة اللبنانيّة بيروت وتحديدًا ضاحيتها الجنوبيّة أمس. غارات كثيفة في إطار التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل استهدفت عمق المنطقة التي نزح معظم سكّانها، وزرعت الخوف والقلق في نفوس أهالي المدن والبلدات المجاورة.
في ظلّ التصعيد العسكريّ المستمرّ في لبنان، واستكمالًا لتحرّك البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي على أكثر من جبهة محلّية ودوليّة لاستعادة السلام في ربوع البلاد، رفع المطارنة الموارنة الصوت.
ليس بالصلاة حصرًا تتحرّك الكنيسة في لبنان على خطّ استعادة السلام وتهدئة الأوضاع في ظلّ التصعيد العسكريّ الذي يعيشه وطن الأرز. وقد وصلت مناشداتها إلى أروقةٍ دوليّة فاعلة على خطّ تغليب لغة الدبلوماسية على لغة الحرب والتدمير.
دعا البابا فرنسيس إلى يوم صوم وصلاة من أجل السلام في العالم بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الحالي. وأعلن أنّه سيتلو المسبحة الورديّة الأحد المقبل في بازيليك القديسة مريم الكبرى في مدينة روما على النيّة عينها.
بكثير من الألم والقلق، يتابع المغتربون اللبنانيون في مختلف أرجاء العالم التصعيد العسكريّ في وطنهم الأم. بكثير من الصلوات يرافقون أهلهم في هذه المرحلة الصعبة وكلّهم أمل ورجاء بانجلاء الغيمة السوداء وعودة الأمان إلى ربوع بلدهم المعذّب.
تُغرِق أزمة النزوح الكثيف مختلف المناطق اللبنانية في ظلّ استمرار التصعيد العسكريّ بين حزب الله وإسرائيل. واقع يطرح جملة تحدّيات خصوصًا أن عدد النازحين (معظمهم من الجنوب والضاحية الجنوبيّة لبيروت) قد «يصل إلى حدّ المليون شخص» على ما أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
فتحت تطوّرات اليومَين الأخيرَين الساحة اللبنانية على مختلف الاحتمالات. احتمالات تتجسد في جملة أسئلة يطرحها اللبنانيون: هل تتراجع وتيرة التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل؟ أم تتجّه الأمور إلى مزيد من التفاقم بما يُنذر بحرب أوسع وأشمل؟ وهل يبقى سيناريو الحرب محصورًا في لبنان أم ينسحب على المنطقة برمّتها؟
«لا للحرب»... موقف مسيحيّ لم يتغيّر منذ اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل في لبنان. اليوم، ومع دخول أجزاء واسعة من البلاد دائرة التصعيد العسكريّ، يحاول المسيحيون الصمود على إيقاع ملامح حقبة جديدة من الدمار والخوف والتهجير.
اختتمت النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية عام اليوبيل الاستثنائي للقديس حارث بن كعب والشهداء الرفاق أمس في كاتدرائية القديس يوسف-أبو ظبي، الإمارات العربيّة المتحدة. وفي هذا العام المقدّس، كان التجدّد الروحي والشهادة المسيحية شعار الصلوات التي حضرها عدد كبير من المؤمنين.
أسبوع عصيب في لبنان، وليلة هي الأعنف في جنوبه منذ اندلاع الاشتباكات. فبعد تفجير الأجهزة اللاسلكيّة يومَي الثلاثاء والأربعاء الماضيَين، واستهداف الضاحية الجنوبيّة لبيروت يوم الجمعة، غارات مكثّفة ليل أمس حتّى فجر اليوم على معظم قرى الجنوب. يترافق هذا المشهد المتأزّم مع اطّراد الهواجس من تمدّد حربٍ تلوح مؤشّراتها في الأفق المنظور.
للمسيحية في مدينة عدن اليمنية خصوصًا وفي جنوبي غرب شبه الجزيرة العربية عمومًا تاريخ عريق يعود إلى القرن الرابع الميلادي. ورغم التضييق، استمرت المسيحية بالازدهار والتوسع لتصبح الديانة الأكثر انتشارًا في المدينة قبيل ظهور الإسلام. أما أخيرًا، ومع تنامي الفكر الديني المتشدد، تعيش القلة الباقية من المسيحيين هناك ظروفًا صعبة.