الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

كيف أبرَز العهد القديم أهمّية العائلة منذ الخلق؟

العائلة المسيحيّة صورة للوحدة بين الأقانيم الثلاثة في الثالوث القدّوس/ مصدر الصورة: PhotoFires/Shutterstock

أوْلَت الكنيسة الكاثوليكيّة العائلة أهمّيةً قصوى، ليس بالاستناد إلى تقليدٍ بشريّ بل بالأحرى إلى تعليمٍ متجذِّر بعمق في الكتاب المقدَّس منذ فجر الخليقة، وخصّتها بكثيرٍ من التقدير والعناية في تعليمها كونها النَّواة لحياة المجتمع والجماعة الكنسيّة.

سلّط الأب بطرس شيتو، راعي كنيسة مار يوحنّا المعمدان في أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك في حديثه عَبر «آسي مينا» الضوء على اهتمام الله بالعائلة، الواضح في الكتاب المقدّس، بدءًا بالعهد القديم، وكيف يُقدّمها سفر التكوين على أنّها تصميم الله الأصليّ.

الأب بطرس شيتو. مصدر الصورة: صفحة الأب بطرس شيتو في فيسبوك

وشرح أنّ الله خلق الإنسان على مثاله: «عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». وتابع: «هذه الثنائيّة، ذكر وأنثى، ليست مجرّد اختلافٍ بيولوجيّ، بل هي الحجر الأساس في بناء العائلة على الوحدة والكمال في العلاقة، وهي صورةٌ للوحدة بين الأقانيم الثلاثة في الثالوث القدّوس».

إعلان تأسيس سرّ الزواج

وذكّر بكلمات الله: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا»، موضحًا أنّ هذا الأمر الإلهيّ يضع العائلة في قلب خطّة الله للخَلْق، كطريقةٍ لنقل الحياة والمحافظة على الجنس البشريّ.

وأضاف: «يقدّم سفر التكوين إعلانًا واضحًا عن تأسيس سرّ الزواج حين يصف خَلْق الله حوّاءَ من ضلع آدم، ليقدِّمها له "مُعِينًا نَظِيرَه"، فتراه يختم بالقول: "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدً"».

وشّدد شيتو على أنّ هذه الآية تعتبر الأساس الكتابيّ للزواج الأحاديّ الدائم، كوحدةٍ أساسيّة لتكوين العائلة، «فالزواج ليس مجرّد اتفاقٍ بشريّ، بل هو رابطة مقدَّسة مؤسَّسة على تصميم الله».

مدرسة الإيمان والعهد

ضمن إطار العائلة الأولى، كانت المسؤوليّة تقع على عاتق آدم وحوّاء في رعاية نسلهما وتعليمه طرق الله، وإن كان ذلك قبل السقوط. ويعلّمنا الكتاب المقدَّس أنّ العائلة كانت الوحدة الأساسيّة لنقل الإيمان بالعهد مع الله، ومكانًا للرعاية والتعليم ومدرسةً للإيمان وحافظةً للعهد.

«كان الآباء مسؤولين عن تعليم أبنائهم وصايا الله وتاريخ الخلاص وبالتالي نقل الإيمان عبر الأجيال. كما أوصى الله في سفر تثنية الاشتراع "لتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ"»، بحسب شيتو.

وهكذا يُبرز الكتاب المقدّس مكانة العائلة الجليلة، فهي الإطار الذي يتحقّق فيه الوعد، ويولي العهد القديم أهميّةً كبيرة للنسل، بخاصّةٍ في ما يتعلّق بالوعد الإلهيّ لإبراهيم بنسلٍ يبارك الأمم كلّها.

وختم شيتو: «رغم هذا التصميم الإلهيّ، لا يخلو العهد القديم أيضًا من قصصٍ مثل الخيانة الزوجية، والعنف الأسريّ، والانقسامات، وتحدّيات أخرى واجهتها العائلة بسبب الخطيئة، لكنّها لا تقلّل من أهمّية العائلة في خطّة الله، بل تظهر الحاجة إلى الفداء والنعمة».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته