«مؤسّسة حياة غير قابلةٍ للانحلال»… كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكيّة إلى الزواج؟

الزواج المسيحيّ سرّ مقدّس الزواج المسيحيّ سرّ مقدّس | مصدر الصورة: Mateusz Liberra/Shutterstock

تُعلّمنا الكنيسة أنّ كلّ زوجَين مسيحيَّين يستطيعان أن يستدعيا دائمًا الروح القدس الذي قدَّس اتّحادهما، وإذا تمّ عيش الاتّحاد الجنسيّ بطريقة إنسانيّة، وتقديسه بسرّ الزواج المقدّس، يكون بدوره سبيلًا لنموّ الزوجين في حياة النعمة. فما الحال إن لم تتقدَّس العلاقة بسرّ الزواج؟

تُعبِّر العلاقة الجنسيّة، من الناحيتَين المسيحيّة والإنسانيّة، عن عطاء الذات المتبادل وعن الخصوبة، ولا يتكامل معناها إلّا داخل مؤسّسة حياة غير قابلةٍ للانحلال، هي مؤسَّسة الزواج، وفق ما شرح الأب أنطوان زيتونة، الكاهن في أبرشيّة الموصل الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».

وأكّد أنّ تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة يحصر العلاقات الجنسيّة ضمنَ سرّ الزواج، بالتالي فإنّ العلاقات خارج هذا السرّ المقدَّس تنقصُها جوهريًّا حقيقة «الحبّ» المسيحيّ والانفتاح الكامل.

علاقة حبٍّ وتضحيّة

وأشار زيتونة إلى اختيار بولس الرسول، في رسالته إلى أهل أفسس، تشبيه علاقة المسيح بكنيسته بعلاقة الزوج بزوجَته، فكلتاهما علاقة حبٍّ وتضحية، بلغت في الأولى ذروتها على الصليب.

لذلك، «فالكنيسة تُعلّم أنّهُ لا يُمكن البتّة لإنسانٍ معمّد أنْ يعقد زواجًا دونَ أنْ يكون زواجه سرًّا، لأنَّ الزواج يُقدّس الزوجَين في شركة اتّحاد في ما بينهما، بكلمة "نعم" التي يُعلنها الخطيبان»، كما شرح زيتونة.

قد يُسمّي المجتمع العلاقات الجنسيّة خارج العهد الزوجيّ «مساكنة»، وهي ليست في الواقع إلّا رزيلة «دعارة» يتمّ في خلالها الاتّحاد الجنسيّ، خارج نِطاق الزواج، بين الرجل والمرأة اللَّذين يتمتّعان بكامل حرّيتهما، متناسيَيْن أنّ ذلك يتعارض بشكل خطير مع كرامة الأشخاص والتكوين الجنسيّ البشريّ الموجَّه طبيعيًّا إلى خير الأزواج وإلى إنجاب البنين وتربيتهم، كما تعلّمنا الكنيسة.

زواج التجربة

وأكّد زيتونة اعتراض الكنيسة بشدّة على «زواج التجربة»، المقصود به المساكنة الحرّة بين رجل وامرأة خارج نِطاق الزواج، لأنّهُ يُناقض احترام الشخص البشريّ، مضيفًا: «هنا يُجرّبون آلةً وليس شخصًا، فزواج التجربة يُناقض بشكل جذريّ القيَم المسيحيّة بشأن الزواج والجنس».

وختم مُستذكرًا كلمات البابا يوحنّا بولس الثاني في إرشاده الرسوليّ «في وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم»: «يريد كثيرون اليوم أن يدافعوا عمّا يُسمّى "زواج التجربة"، بإعطائه بعض القيمة، لكنّ العقل البشريّ عينه يُظهر أنّه زواج لا يمكن التسليم به، عندما يشير إلى أنّه لا يليق أن يُصبحَ موضوع "تجربةٍ" الأشخاصُ الذين تقضي (...) كرامتُهم أن يكونوا، دائمًا وحدهم، الغاية التي يهدف إليها الحبّ المتبادل».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته