المساكنة قبل الزواج... هل هي خطيئة؟

المساكنة المساكنة قبل الزواج... هل هي خطيئة؟ | Provided by: Kitja Kitja/Shutterstock

الخطيئة هي سوء تصرّف المرء نظرًا إلى طبيعته الروحيّة، وبالنتيجة فهو لا يبلغ هدفه ويخسر خيرات الله الأبديّة. تقول الكنيسة عن الخطيئة إنها «إساءة إلى العقل والحقيقة والضمير المستقيم. وهي إجحاف بالمحبّة الحقيقيّة لله وللقريب، بسبب تعلّق أثيم ببعض الخيور. إنها تجرح طبيعة الإنسان وتؤذي التضامن البشري. وقد حُدِّدَت على أنها كلمة أو فعل أو شهوة تخالف الشريعة الأزليّة» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، رقم 1849).

لا تزنِ! هكذا قالت الوصيّة السادسة. وفي خانة هذه الوصيّة، يجتمع كل ما يخصّ «الجنس». لقد قدّس الله الجنس وباركه لأجل وحدة الحياة الزوجيّة والإنجاب: «أُنموا واكثروا» (تك 1: 28). وإنّهما «واحدٌ وليسا اثنين» (مت 19: 6). وقد حصره بين الزوجين وحماه من التدنيس، فحَرّم ممارسته بين غير زوجين، وعاقبهما بالقتل (تث 22: 22). كما اعتبره شرًّا وطلب إزالته بمعاقبة غير متزوّجين مارسوه للشهوة (تث 22: 20 و23-24). وعليه، حكم اليهود في زمن يسوع على فاجرةٍ وأرادوا رجمها (يو8: 3-6).

هل حلّل يسوع الفسق والفجور؟

الجميع يعترف بأن الخيانة الزوجيّة خطيئة ثقيلة. لكن في مقابل ذلك، كثيرون يحلّلون ممارسة الجنس خارج الزواج وبين غير متزوّجين بألف حجّة ومبرّر. يسوع لم يبرّر موقف زنى المرأة المُدانة. لم يبرّر أيضًا البشر الخطأة حتى يدينوا غيرهم. بل حجز الحكم لله. والله أعطاها فرصة التوبة (يو 8: 7-11). و«إن لم يتوبوا، فسيهلكون» (لو 13: 3-5).

أعطى يسوع فرصة التوبة للزناة والفجّار والفاسقين لكنّه كشف أبعاد الخطأ. فلا يتوقّف الفسق أو الزنى على الفعل وحسب، بل يتعدّاه حتى إلى النظر والاشتهاء وحده. فقال: «قيلَ لكم: لا تزنِ. أمّا أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأة ليشتهيها زنى بها في قلبه» (مت 15: 28)، لأن «مِن القلب تخرج الأفكار الشرّيرة: القتل، والزنى، والفسق، والسرقة، وشهادة الزور، والنميمة، وهي التي تنجّس الإنسان» (مت 15: 19-20). والله نبع النقاء يريد للإنسان قلبًا نقيًّا مثل دمعة العين، وأعطى الطوبى لأنقياء القلب «لأنهم يعاينون الله» (مت 5: 8).

وهذا التعليم أعلنه مار بولس في أغلب رسائله، حتى قال: «أما تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تخدعوا أنفسكم. فلا الزناة ولا عبّاد الأوثان ولا الفاسقون ولا المبتلون بالشذوذ الجنسي ولا السارقون ولا الفجّار ولا السكّيرون ولا الشتّامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله» (1 كو 6: 9-10؛ انظر مثله في 1 طي 3: 2-7؛ رو 1: 24-32).

هذا التعليم تنقله الكنيسة أيضًا عبر الأجيال لتنبّه المغفّلين وتحذّر المنغشّين وتثقّف أبناءها حول ماهيّة مشيئة الله لخلاصهم الأبدي. فتقول: الخطيئة هي إهانة لله: «إليكَ وحدَك أخطأتُ» (مز 51: 6). والخطيئة تقف في وجه محبّة الله لنا، وتبعد قلوبنا عن حبّنا له، وهي كالخطيئة الأولى... محبّة الذات حتى احتقار الله (القديس أوغسطينوس ت.م.ك.ك. رقم 1850). «وفي القلب أيضًا تقيم المحبّة، مبدأ الأفعال الصالحة والنقيّة التي تجرحها الخطيئة» (ت.م.ك.ك. رقم 1853).

استنكرت الكنيسة، فحرّمت: الفجور، والاستمناء، والفسق، والإباحيّة، والاغتصاب، والبغاء، واللواط (ت.م.ك.ك. أرقام من 2351-2359).

بين الحبّ والجنس

في المقابل، تعلّم الكنيسة التمييز بين الحبّ والجنس. الجنس أخذٌ، بينما الحبّ عطاء. في الزواج وحده يتكاملان. وتقول أيضًا: «الجنس موجّه إلى الحبّ الزوجي بين رجل وامرأة. وفي الزواج، تصير العلاقة الجسديّة الحميميّة بين الزوجين دلالةً على الاتحاد الروحي وعربونًا له. وروابط الزواج بين المعمّدين يجعلها السرّ مقدّسةً».

الجنس سطحي ويَعبُر، أمّا الحبّ، فعميقٌ في النفس ويدوم. قالت الكنيسة: «إن الحالة الجنسيّة التي يعطي بها كلٌّ من الرجل والمرأة ذاته للآخر بأفعال خاصّة ومقتصرة على الأزواج، ليست أمرًا حيويًّا فحسب، ولكنها تعني الشخص البشري في أعمق ما فيه. وهي لا تتمّ بوجه إنساني صحيح إلّا إذا كانت جزءًا لا يتجزّأ من الحبّ الذي به يلتزم الرجل والمرأة التزامًا كاملًا، وأحدهما بالآخر حتى الموت... مثل طوبيا وسارة» (طو 8: 4-9) (ت.م.ك.ك. أرقام 2360-2363).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته