الفاتيكان يطلق سياسة موحّدة من أجل الاستثمارات الماليّة لدوائره. ماذا في التفاصيل؟

بازيليك الفاتيكان والقصر الرسولي بازيليك الفاتيكان والقصر الرسولي | Provided by: Photoholgic / Unsplash

«بدءًا من الأوّل من سبتمبر/أيلول المقبل، ستنطلق سياسة موحّدة للاستثمارات الماليّة للكرسيّ الرسولي ودولة حاضرة الفاتيكان اللتين ستُصبحان خاضعتين لسياسة استثماريّة». هذا ما صدر اليوم في بيان عن سكريتاريا الاقتصاد الفاتيكانيّة.

وتأتي هذه السياسة الجديدة بعد سلسلة من الفضائح ارتبطت بعمليّات استثماريّة عدّة قامت بها الدوائر الفاتيكانيّة في الأعوام الأخيرة. أدّت إحدى هذه الفضائح إلى محاكمة الكاردينال أنجلو بيتشو، الرئيس السّابق لمجمع دعاوى القدّيسين الذي كان في منصب عالٍ في أمانة سرّ حاضرة الفاتيكان يوم قامت الأمانة بعمليّة استثماريّة في مبنى في لندن بقيمة 200 مليون دولار. وهذه المحاكمة التي تضمّ اليوم عشرة متّهمين أتت بعد انكشاف خسائر في إدارة هذا الاستثمار قدّرتها بعض التقارير الصحفيّة بمئة مليون دولار.   

وذكر بيان سكريتاريا الاقتصاد الفاتيكانيّة الصادر اليوم أنّ الأب خوان أنطونيو غويرّيرو ألفيس، رئيس سكريتاريا الاقتصاد الفاتيكانيّة، قد أرسل إلى رؤساء الدوائر الفاتيكانيّة ومسؤولي المؤسّسات والهيئات المرتبطة بالكرسيّ الرسولي وثيقة السياسة الاستثماريّة التي تمّت مناقشتها في المجلس الاقتصادي مع خبراء في هذا القطاع.

ويذكر البيان أنّ السياسة الجديدة تهدف إلى تشجيع الاستثمارات التي تجعل العالم أكثر عدالة واستدامة، وحماية القيمة الحقيقيّة لخيور الكرسي الرسولي الصافية، جانيةً منها مدخولًا كافيًا للمساهمة في تمويل نشاطاته بشكل مستدام، ولأن تكون الاستثمارات متناسقة مع تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة.

وفي هذا المجال، تسعى السياسة الاستثماريّة الجديدة لأن تصبّ الاستثمارات في نشاطات ماليّة ذات طبيعة إنتاجيّة، مستبعدة تلك ذات الطبيعة التخمينيّة. وعند تغليب أيّ خيار على آخر، يجب أن يكون الخيار أخلاقيًّا وثقافيًّا.

من هنا، بحسب البيان، على مؤسّسات الكوريا الرومانيّة، وهي الإدارة المركزيّة لحاضرة الفاتيكان، إيداع إدارة خيور الكرسي الرسولي الفاتيكانيّة استثماراتها الماليّة. تقوم مؤسّسات الكوريا بتحويل أصولها الماليّة التي ترغب باستثمارها إلى حساب خاصّ لهذه الغاية تابع لإدارة خيور الكرسي الرسولي الماليّ في بنك الفاتيكان. تُنشئ إدارة الخيور حسابًا واحدًا للكرسيّ الرسولي، تصبّ فيه الاستثمارات عبر مختلف الوسائل الماليّة وتُنشئ حسابًا لكلّ مؤسّسة، مُصدرةً التقارير ودافعةً العائدات.  

ومن خلال إدارة الخيور، تقوم اللجنة الجديدة من أجل الاستثمارات التي أنشأها الدستور الرسولي الجديد «أعلنوا البشارة» الذي أصدره البابا فرنسيس ودخل حيّز التنفيذ في حزيران الفائت، بالاستشارات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجيّة الاستثماريّة الجديدة. ستُجَرَّب هذه السياسة لمدّة خمس سنوات على أن يتمّ البدء بتنفيذها في الأوّل من سبتمبر/أيلول المقبل.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته