البابا فرنسيس يعبّر عن حنينه لأيّام سكنه في بوينس آيرس. لماذا؟

البابا فرنسيس يعبّر عن حنينه لأيّام سكنه في بوينس آيرس صورة للبابا فرنسيس | Provided by: Vatican Media

نشر الأب الأرجنتيني غييرمو ماركو الأحد 3 يوليو/تمّوز الحالي، محادثة من 22 دقيقة أجراها مع البابا فرنسيس، ضمن برنامج إذاعي يقدّمه. لكن لقاءه مع البابا كان قد استمر حوالي الساعة ونصف الساعة. نذكر أن الأب ماركو كان مسؤولًا عن المكتب الإعلامي لأبرشيّة بوينس آيرس لمدة عشرة أعوام، حيث كان البابا فرنسيس أسقفًا قبل انتخابه بابا.

قام الأب ماركو بطرح بعض الأسئلة حول تفاصيل حياة البابا الشخصيّة لأنها تسبّب الفضول. وهي أسئلة كثيرًا ما يطرحها على نفسه، ففي المقابلة سأل ماركو: «كيف يعيش البابا؟ كيف يصلّي؟» لكن البابا فرنسيس كان يردّ عليه: «حسنًا دعني أُصلّي، ثمّ سأجيبك».

تحدّث البابا بشكل مختصر عن طريقة تعامله مع الناس من حوله، فقال: «قلبي مستودع مليء بأشياء أحتفظ بها. لكن لا بدّ لي أن أُوسع الرفوف بين الحين والآخر، لأنني لا أريد أن أُضيّع أي شيءٍ من الخير الذي يقدّمه الناس لي. فكثيرًا ما يكافئنا جميع من حولنا بالكلمات، بالأفعال، بالأمثلة... إن الكاهن موجود كي يعلّم الناس، لكننا نتعلّم كثيرًا بمجرّد النظر إلى الناس من حولنا».

طرح الأب ماركو على البابا سؤالًا حول مواظبته على النهوض مبكرًا للصلاة. أجابه البابا مؤكدًا أهمية الصلاة في الصباح: «نعم، نعم، لأنك إذا لم تصلِّ في الصباح، لن تصلّي بعدها أبدًا». ثمّ شرح البابا فرنسيس أنّ صلاة أي أسقف تشبه ما يطلبه راعي الخراف أو القطيع. فكلّ أسقف هو الراعي الصالح لرعيّته. يصلّي إلى الله من أجل شعبه ويطلب النعم من أجلهم ويتشفّع فيهم ويشكر الربّ على جميع نعمه المجانيّة.

أجاب البابا عن سؤال الأب ماركو حول شعوره أمام هذه المسؤوليّة العظيمة إزاء الكنيسة قائلًا: «إنَّ الروح القدس يعطيك ثمارًا كثيرة. لكن في بعض الأحيان تشعر بأنّك مخدّر، خاصةً في المواقف التي تجعلك تتألّم كثيرًا. وعلى الرغم من ذلك، تكون قادرًا على التحرّك بنعمة الروح». وقال البابا فرنسيس في هذا السياق أيضًا: «أحد الأشياء التي تعلّمتها هنا هو أننا لا نعرف كيف نتعامل مع الأزمات، لكن الأزمات هي التي تجعلنا ننمو. لذا نخسر عندما نحوّل الأزمة إلى صراع».

تابع البابا حديثه حول حنينه الدائم لأسلوب الحياة في بيونس آيرس حيث كان يمشي أو يستقل الحافلة، مقارنًا جميع تلك الأمور بأسلوب الحياة بالفاتيكان بطريقة فكاهية، قائلًا: «هنا في المرّتين اللتين اضطررت فيهما للخروج، قبضوا عليَّ متلبّسًا؛ الأولى في الشتاء. عند السابعة مساء، وصلت إلى عيادة طبيب العيون، صرخت سيّدة من الشرفة: "البابا!" وانتهى كل شيء. والثانية، عندما ذهبت إلى متجر للتسجيلات لأبارك المكان، لأنه متجر لأحد الأصدقاء الذي كان قد أعاد ترميمه. وطلب مني قائلًا: "لماذا لا تأتي لتبارك لنا المتجر؟ هذا الأمر سيساعدنا كثيرًا". لذلك ذهبت عندما حلَّ المساء، ولم يكن هناك أحد. لكن للأسف، عند موقف سيّارات أجرة قريب من المتجر، كان هناك صحفي ينتظر صديقًا لكي يركب معه سيارة الأجرة».

اختتم الأب ماركو لقاءه بسؤال البابا حول كيفيّة عيشه لهذه المرحلة من عُمره مسقطًا سؤاله على سلسلة التعاليم المتعلّقة بالمسنّين والتي تحدّث عنها البابا في مقابلاته العامة لشهر فبراير/شباط 2022. اكتفى البابا فرنسيس بقوله: «في هذه المرحلة من العمر، أضحك وأمضي قدمًا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته