سوريا: قصة كنيسة أم الزنار إحدى أقدم كنائس العالم

كنيسة أم الزنار ذخيرة من زنار أمنا مريم بحسب التقليد الكنسي | Provided by: ST.Takla
كنيسة أم الزنار الدمار الذي تعرضت له كنيسة أم الونار خلال الحرب السورية | Provided by: Click News
كنيسة أم الزنار كنيسة أم الزنار المحفورة تحت الأرض | Provided by: Sputnik
كنيسة أم الزنار كنيسة أم الزنار في حمص بعد ترميمها | Provided by: Qnat aldnya alnbkyt

تعتبر كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار الموجودة في محافظة حمص السورية في منطقة الحميديّة من أقدم الكنائس بالعالم. هي كنيسة تاريخيّة أثريّة يعود تاريخ بنائها إلى القرن الأول ميلادي. دعيت بهذا الاسم لاحتوائها على ذخيرة يقول عنها التقليد إنّها من زنار ثوب مريم العذراء.

لكن ما لا نعرفه هو أن كنيسة «أم الزنار» الأصلية توجد تحت أرض كاتدرائية السيدة العذراء بمسافة 7 أمتار تقريبًا ويقربها نبع ماء يصل لعمق 20 متر. ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 59م على يد إيليا أحد رسل المسيح الاثنين والسبعين، حيث كانت أشبه بقبو موجود تحت الأرض تتم فيه طقوس العبادة المسيحية سرًا بسبب خوف المسيحيين الأوائل من بطش الحكم الروماني الوثني. يلحق بالكنيسة مزار خاص يعرض فيه زنار العذراء. وفي 15 أغسطس/آب من كل عام، عيد انتقال العذراء يؤخذ الزنار من الكنيسة ويطاف به في الشوارع المجاورة.

أصبحت الكنيسة فيما بعد كرسي الأبرشية الأسقفي وأقام فيها أول أساقفتها سلوانس حوالي أربعة عقود، حتى وفاته عام 312.  وفي عام 313 بدأ مسيحيو حمص بتشييد كنيسة كبيرة فوق الكنيسة القديمة المحفورة تحت الأرض. واستعملوا في بنائها الحجر الحمصي البازلتي الأسود، وسَقفوا الكنيسة بالخشب ونُقل الزنار المقدس الذي كان محفوظاً بوعاء معدني ضمن جرن بازلتي إليها. أما عمود جرس الكنيسة بُني في القرن السادس أو القرن السابع.

بحسب التقليد المسيحي، إن زنار مريم العذراء كان من نصيب القديس توما الذي طالب الرسل ببرهان على انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى الملكوت السماوي فأرسلوا له زنار أمنا مريم العذراء إلى الهند، حيث بقي معه فيها أربع قرون. ثم نُقل الزنار إلى الرها مع رفات القديس توما. ومنها إلى حمص سنة 476. حيث أن راهبًا يدعى الأب داود الطور عابديني قدم إلى الكنيسة ومعه الزنار وحُفظ الزنار في الكنيسة وسميّت الكنيسة «أم الزنار».

كنيسة أم الزنار في القرن العشرين

في العام 1852، قام المطران يوليوس بطرس بترميم الكنيسة، فردم السقف الخشبي وبعض الجدران، وأشاد الكنيسة الحالية القائمة على ستة عشر عامودًا ضخمًا منهم ثماني أعمدة وسط الكنيسة والباقي ضمن جدرانها. وأشاد في وسطها قبة نصف اسطوانية مزخرفة.

 أما الزنار فقد وضع ضمن جرن بازلتي في وسط المذبح، ووضعوا فوقه حجرًا ونقشوا عليه بالخط الكرشوني تاريخ تجديد الكنيسة وأسماء المتبرعين، وذكروا أنَّ الكنيسة تَرجع لعام 59.

في العام 1901، أضيف على الكنيسة عمود جرس الكنيسة الحالي. وفي العام 1910، جُددت الكنيسة بأمر من السلطان العثماني محمد الخامس. وفي العام 1953، خلال حبرية البطريرك أغناطيوس أفرام الأول برصوم، تم إخراج الزنار من وسط المذبح، وعرضه في مزار صغير مجاور للكنيسة. وفي العام 1954، قام البطريرك أفرام بتوسيع الكنيسة لجهة الغرب وإضافة جناح لها.

أما خلال الحرب السورية الأخيرة، تعرضت الكنيسة للدمار جراء القصف الذي تمّ في فبراير/شباط 2012 وألحق بها بعض الأضرار الخارجيّة. كما احترق عدد من المحلات المجاورة، في حين نفت المطرانية أن تكون الكنيسة بحد ذاتها قد نُهبت أو أن يكون الزنار قد سُرق وقالت إن الأضرار في الكنيسة خارجيّة فقط.

والآن تعتبر الكنيسة مقر المطرانية السريانية الأرثوذكسية ومركز حجّ مهمّ لكثير من الزوار المؤمنين. ومؤخرًا تم التعاون بين المطرانية ووزارة السياحة السورية لإجراء دراسة أثرية فيها، حيث تم الاتفاق على إقامة جدران استنادية وإكمال أعمال الحفر والترميم فيها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته