أشار الحبر الأعظم إلى أنّ مشهد الميلاد يُذكّر بأنّ الله يقترب من الإنسانية، ويصبح واحدًا منّا؛ فدخول الله التاريخ يتمّ عبر «صِغَر طفل»، وفق قوله، وفي «فقر إسطبل بيت لحم» نتأمّل التواضع والمحبّة. ورأى أنّ أمام كل مغارة، نحن مدعوون إلى «إعادة اكتشاف الحاجة إلى لحظات من الصمت والصلاة»، بغية «الدخول في شركة مع الله».
وفي ذلك، تبرز العذراء مريم نموذجًا في الصمت المصلّي؛ فقد ذكّر البابا بأنّ مريم «كانت تحفظ كل هذه الأمور متأملةً إيّاها في قلبها» (راجع لوقا 2: 19)، وصمتها ليس غيابًا للكلام، بل «دهشة وعبادة».
رمزيّة الشجرة والأضواء
تابع لاوون أنّ بجوار المغارة، تحمل شجرة الميلاد دلالة رمزية؛ فشجرة التنوب الأحمر، الآتية من شمال إيطاليا إلى ساحة القديس بطرس، «علامة للحياة» عبر أغصانها دائمة الخضرة، وهي تُشير إلى رجاء «لا يخيب حتى في برد الشتاء». أما الأضواء التي تزيّن الشجرة فترمز إلى «المسيح نور العالم»، الآتي «ليبدد ظلمات الخطيئة وينير طريقنا».
وتوقّف الأب الأقدس على المغارة الموضوعة في قاعة بولس السادس. وذكر أنّها صُنِعَت في كوستاريكا وتحمل عنوان «فرح الميلاد». يزيّنها 28 ألف شريط ملوّن، «يمثّل كل واحد منها حياة نجت من الإجهاض». وتطلق هذه المغارة «نداءً لحماية الحياة منذ لحظة الحَبل»، وفق تعبيره.
وسأل الحاضرين السماح لـ«حنان الطفل يسوع بأن ينير حياتنا»، وبأن يبقى «حب الله متقدًا فينا، مثل أغصان الشجرة دائمة الخضرة».