القدّيس إسبيريدون… راعٍ متواضع جمَعَ الإيمان والحكمة

القدّيس إسبيريدون القدّيس إسبيريدون

تحتفل الكنيسة المقدسة في 12 ديسمبر/كانون الأول بتذكار القديس إسبيريدون العجائبي، الراعي البسيط الذي جمع الإيمان والحكمة.

وُلد إسبيريدون أواخر القرن الثالث في قرية آسكيا القبرصية حيث نشأ راعيًا يقرأ حضور الله في تفاصيل الطبيعة، ويرى في جمال الخليقة علامة على عناية الخالق ورحمته. عاش حياة عائلية هادئة مع زوجته وابنته إيريني، وتميّز بقلب وديع جعل الناس يلمسون فيه صورة الراعي الصالح.

بعد وفاة أسقف تريميثوس، لمس أساقفة قبرص استقامته فاختاروه للخدمة الأسقفية. تابع رسالته بروح متواضعة، فقاد المؤمنين في زمن الاضطهاد وثبّتهم على الرجاء. في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، تعرّض لتعذيب وحشي، فنُزعت عيناه ونُفي وأجبِر على الأشغال الشاقّة، فقَبِلَ الألم كتقدمة حبّ للمسيح الذي جعل آلامه طريقًا للشهادة.

مع انتصار الإمبراطور قسطنطين الكبير سنة 312، عاد إسبيريدون إلى كرسيّه باندفاع روحي أعمق. ومنحه الربّ موهبة صنع العجائب فذاع صيته. عند مشاركته في المجمع النيقاوي الأوّل سنة 325، استقبله الإمبراطور بإكرام وقبّل موضع عينيه المنزوعتين احترامًا لثباته. اشتهر هذا القديس بمحبّة الفقراء ووزّع عليهم عطايا الملك بعد أن شفى ابنه. وقد رقد بسلام نحو سنة 348، تاركًا سيرة مضيئة تعلّم المؤمنين العمق في الإيمان والشجاعة في الشهادة.

يا ربّ، بشفاعة هذا القدّيس، أنِر قلوبنا وثبّتنا على محبّتك، آمين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته