القدّيس سابا… قدوة في عيش البساطة والثبات في الحقّ

القدّيس سابا القدّيس سابا | مصدر الصورة: Olgaki 9/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة في 5 ديسمبر/كانون الأوّل بتذكار سابا الناسك؛ هو قدّيس الطاعة والتقشّف والدفاع عن الإيمان.

ولِدَ سابا في النصف الأوّل من القرن الخامس في مولاتا في إقليم الكبادوك. ترعرع في أسرة تقيّة وانجذب إلى الهدوء والتجرّد. في شبابه، اختار الدير ملجأً، وهناك تعلّم الطاعة والصلاة العميقة، ثمّ انتقل إلى فلسطين حيث ازدهرت الحياة النسكيّة، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته.

في وادي قدرون، قادته العناية إلى مغارة بعيدة تحوّلت إلى مركز صلاة وتأمّل. وسرعان ما التفّ حوله تلاميذ يطلبون الإرشاد، فأسّس لهم ديرًا أصبح أحد أهمّ مراكز الرهبنة في الشرق، ولا يزال قائمًا إلى اليوم وشاهدًا على إرثه الروحيّ. رسمه سالسُتوس بطريرك أورشليم كاهنًا، وعيّنه رئيسًا عليهم. عاش سابا في نسك صارم، مكتفيًا بالقليل، واضعًا أمامه الإنجيل معيارًا لكلّ عمل. كان يعلّم رهبانه أنّ الطاعة هي طريق الحرّيّة، وأنّ الصمت يفتح القلب على كلمة الله.

تميّز سابا بجرأته الروحيّة وصلابته في الدفاع عن الإيمان القويم في خلال الاضطرابات العقائديّة التي شهدها القرن الخامس. حمل همّ الكنيسة في قلبه، وسافر إلى القسطنطينيّة مرّات عدّة ليطالب بالإصلاح والسلام، فكان صوتًا نبويًّا يدعو إلى الوحدة والثبات. رقد بسلام في 5 ديسمبر/كانون الأوّل 532. واليوم، يبقى مثالًا حيًّا لكلّ من يبحث عن وجه الله وسط ضجيج العالم، وقدوةً في عيش البساطة والثبات في الحقّ.

يا ربّ، في تذكار سابا الناسك، امنحنا على مثاله قلوبًا ثابتة في محبّتك، آمين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته