جوق كوخي البطريركيّ... تراتيل مشرقيّة بروحٍ جديدة

الجوق البطريركيّ «فريق كنيسة كوخي» الجوق البطريركيّ «فريق كنيسة كوخي» | مصدر الصورة: الأب أمير كمّو

لم يأتِ اختيار «فريق كنيسة كوخي» اسمًا للجوق البطريركيّ الكلدانيّ من فراغ، بل ليكون امتدادًا تاريخيًّا ورجعًا لصدى تراتيل صدحَت في مقرّ أوّل كرسيّ بطريركيّ لكنيسة المشرق، واستلهامًا لروحانيّة كنيستها المُشَيّدة في القرن الأوّل الميلاديّ على يد مار ماري، وإحياءً لإرثها الطقسيّ واستمرارًا لرسالتها الإيمانيّة.

شهد عيد القدّيسة سيسيليا شفيعة الموسيقيّين الكنسيّين في العام 2013 ميلاد الجوق بمباركة البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو، ليرفد كنيسة العراق بتراتيل جديدة تستلهم الإرث الطقسيّ المشرقيّ لكنيستنا بروحٍ معاصرة، ومُفعمة بالروح الرافدينيّة المحلّيّة، كلماتٍ وألحانًا، لتكون ابنة بيئتها، غير مغتربةٍ عنها ولا مستوردة، كما قال الأب أمير كمّو قائد فريق كوخي البطريركيّ في حديثه عبر «آسي مينا».

الأب أمير كمّو. مصدر الصورة: الأب أمير كمّو
الأب أمير كمّو. مصدر الصورة: الأب أمير كمّو

بثّ روحٍ معاصرة في الموروث

انطلقَ الفريق متَفَرِّدًا بتراتيل جديدة، كُتِبَت ولُحِّنَت له خِصِّيصى، فضلًا عن بثّ روحٍ معاصرة في الموروث عبر تجديد الألحان الطقسيّة وإعادة توزيع التراتيل التقليديّة والتراثيّة، وأنتَجَ دمج نظام الترنيم الغربيّ بالشرقيّ جديدًا في التوزيع الموسيقيّ الغنائيّ قوامه هارموني بأصوات عدّة، تميَّز به الفريق وأثّر في أجواق العراق كلّها، وأسّس للتقدّم الموسيقيّ الحاصل لدى جميعها، بحسب كمّو.

وتابع: «ضمّت عائلة كوخي قرابة 75 فردًا منذ تأسيس الفريق، راهباتٍ وعلمانيّين، ممَّن يخدمون جوقات كنائس بغداد، ما بين عازفٍ ومرتِّلٍ وإداريّ. لأسباب عدّة أبرزها الهجرة، تناقصَ العدد اليوم إلى 50 يُواظبون على التمرينات الأسبوعيّة ويُكثّفون استعداداتهم، بخاصّةٍ في المواسم الطقسيّة والأعياد والتهيئة للحفلات الموسيقيّة الكنسيّة».

الجوق البطريركيّ «فريق كنيسة كوخي». مصدر الصورة: الأب أمير كمّو
الجوق البطريركيّ «فريق كنيسة كوخي». مصدر الصورة: الأب أمير كمّو

مواهب تمجِّد الله

يفتخر كمّو بمجّانيّة خدمة إخوته في «عائلة كوخي»، وعطائهم السخيّ، مكرّسين مواهبهم وأصواتهم لتمجيد الربّ، ومساعدة المؤمنين على عيش أجواء الصلاة. «إنّهم بركة كبيرة وحاملو رسالة إيمانيّة عميقة يُبلّغونها عبر الكلمة الممزوجة باللحن، إلى جانب التزامهم الخدمة الكنسيّة، شمامسةً، ومعلّمي تعليم مسيحيّ، ومسؤولي شبيبة، ونشاطهم الفاعل في كنائسهم وإدارتهم ستوديو الفريق».

تمايز الفريق بكونه أوّل جوقٍ عراقيّ يرتّل بأربعة أصوات هارمونيّة «ألتو، سوبرانو، باص، التينور»، بأنواع موسيقيّة وأشكال إيقاعيّة متنوّعة، أضفى أعضاؤه عليها روحهم وكانت لمستهم الخاصّة واضحة في ألبومات: «حياتي لك»، «ن» و«ربّي وإلهي» وسواها من تراتيلهم المسجَّلة.

يُضفي ترتيل الجوق على أجواء الرّتَب الطقسيّة، رساماتٍ وقداديس وسواها، أجواء روحانيّة تجلّت هيبتها عبر خدمة الترتيل في خلال قدّاس البابا فرنسيس في كاتدرائيّة مار يوسف إبّان زيارته التاريخيّة للعراق.

يُواصل الجوق البطريركيّ خدمته عبر تنظيم أمسيات التراتيل الموسيقيّة، بخاصّة في الأزمنة الطقسيّة، وتقديم عروض مسرحيّة غنائيّة (أوبريتات) تتناول «الميلاد، ودرب الصليب، وأسرار الورديّة وحياة القدّيسين»، في كنائس ومناسباتٍ كثيرة، ويواظب أعضاؤه على التدريب والترنيم بلا انقطاع، مسبِّحين الربّ وممجّدينه وشاكرين ما أغدقه عليهم من مواهب.

البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو. مصدر الصورة: الأب أمير كمّو
البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو. مصدر الصورة: الأب أمير كمّو

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته