بيروت, الثلاثاء 18 نوفمبر، 2025
يعيش الكاثوليك في لبنان أجواء فرح وترقُّب مع اقتراب زيارة البابا لاوون، ويستعدّون لهذه المحطّة الروحيّة والوطنيّة المميّزة. غير أنّ الكاثوليك ليسوا وحدهم المهتمّين بهذه الزيارة، إذ يُتابعها أيضًا أبناء الطوائف الأخرى بفضولٍ واهتمام.
يصف أوليفر الهبر، الطالب الأرثوذكسيّ، هذا القرب بأنّه أسلوب حياة يُجسّد ما يريده المسيح: كنيسة واحدة موحَّدة. ويُشاركه الرأي جورج أوباسوجي، النيجيريّ البروتستانتيّ المولود في لبنان، معتبرًا أنّ زيارة البابا يجب أن تكون مناسبة لتوحيد المسيحيّين وتقوية روابطهم في مواجهة التحدّيات، معبّرًا عن اقتناعه بأنّ وحدة الإيمان قادرة على تجاوز الانقسامات وبناء جسور بين الكنائس في لبنان والعالم.
وبالنسبة إلى علي فرحات، وهو شيعيّ يتحدّر من جنوب لبنان، تكتسب الزيارة أهمّية خاصّة لما تحمله من صورة إيجابيّة عن بلدٍ اعتاد العالم أن يراه غارقًا في الأزمات. وقال: «الزيارة لا تُعدّ محطّة كبيرة بالنسبة إلى الشيعة، خصوصًا في هذه الفترة، إذ إنّ اهتمام الناس منصبّ على الحرب مع إسرائيل». ومتحدّثًا عن البُعد السياسيّ، قال: «الوضع الداخليّ في لبنان معقّد. الدعوات إلى الحياد والسلام التي يُكرّرها البطريرك المارونيّ تُفهَم أحيانًا على أنّها انتقاد لحزب الله الذي لا يُمثّل الشيعة كلّهم لكنّه يبقى صوت غالبيّة أبناء هذه الطائفة. لذلك، أخشى أن يرى بعض الشيعة دعوات البابا إلى السلام على أنّها موجّهة ضدّهم في هذه الظروف الحسّاسة، رغم أنّ معظمهم لا يُتابع الزيارة مِن قرب».


