الإسكندرية, الثلاثاء 11 نوفمبر، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس الشهيد مينا المصريّ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام؛ هو من تُوّج بإكليل النصر الأبديّ حبًّا بالمسيح.
أبصَرَ القدّيس مينا النور في الإسكندريّة في منتصف القرن الثالث، ونشأ مؤمنًا، وظلَّ إيمانه قويًّا حتّى في أثناء خدمته العسكريّة. اختار مينا طريق السماء، فترك سلاح البشر وحمل سلاح الروح، ومارس الصوم والصلاة والسهر، ونمت فيه فضائل النسك، فأصبح في زمانه من كبار رجال الله. وعندما اجتاحت زوبعة الاضطهاد الكنيسة، خرج مينا من عزلته طوعًا ليُقدّم نفسه ذبيحة على مذبح الإيمان، مشجّعًا إخوتَه على الثبات في المسيح. ووقف أمام الوالي بيروس بشجاعة نادرة، رافضًا كلّ تهديد وإغراء، مردّدًا بثبات: «حياتي للمسيح، وبه وحده سعادتي ومجدي».
اشتعل غضب الوالي لرؤيته القدّيس يتحدّى سلطته، وأمَرَ بجلده بوحشيّة، فتمزّق جسده وأحرِق بالنار، بينما ظلَّ هو يشكر الله. وعندما حاول أصدقاؤه مساعدته، أجابهم بهدوء المؤمن: «العذاب راحتي، وبالموت حياتي». وأخيرًا، ارتفع مينا شهيدًا متوَّجًا بإكليل المجد الأبديّ سنة 303، تاركًا مثالًا خالدًا للإيمان والشجاعة والثبات الروحيّ.
يا ربّ، امنحنا القوّة على مثال هذا القدّيس، فنتجاوز الخوف. ثبِّت إيماننا، واملأ قلوبنا سلامًا وامتنانًا كلّ يوم، آمين.

