القدّيس بطرس المصريّ… سيرة بطريرك العلم والشهادة

القدّيس بطرس بطريرك الإسكندرية القدّيس بطرس بطريرك الإسكندرية | مصدر الصورة: بطريركية أنطالكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس بطرس بطريرك الإسكندريّة في تواريخ مختلفة، منها 26 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو رجل العلم والفضيلة الذي دافع عن الإيمان المسيحي حتّى الاستشهاد.

أبصر بطرس النور في مدينة الإسكندرية-مصر في القرن الثالث. تميّز بحكمته وغيرته على وديعة الإيمان. انتُخب بطريركًا على الإسكندرية عام 300. وبعد مرور ثلاث سنوات على تولِّيه مهام البطريركية، أشعل الحاكِمَان ديوكلتيانوس ومكسيميانوس نيران اضطهاد الكنيسة في الشرق. عندئذٍ طاف البطريرك بطرس بين المؤمنين، وبدأ يحضّهم على الثبات في إيمانهم المسيحيّ، فأثَّرَ كلامه في النفوس حتّى أقدم المؤمنون على الاستشهاد بكل جرأة حبًّا بالمسيح.

وحين جَحَدَ ملاتيوس، أسقف مدينة هليوبوليس في مصر، إيمانه المسيحيّ وقدّم بخورًا للأوثان مع مجموعة من المسيحيين خوفًا من مرارة الاضطهاد، حزن البطريرك بطرس من أعماق قلبه، وحاول تقديم النصح الأبوي لذلك الأسقف الجاحد، لكن بلا جدوى. عندئذٍ عقد مجمعًا مع بعض الأساقفة، وحرمه هو والشماس آريوس الذي كان يجدِّف بالكلمة الأزلي.

وفي العام 311، قَبَضَ الحاكم مكسيميانوس على البطريرك بطرس، ووضعه في  السجن. وحين عَلِمَ المؤمنون بالأمر، أسرعوا إليه يدافعون عنه بكلّ شجاعة. وقصده الشماس آريوس متظاهرًا أمامه بالتوبة، كي يكون خلفًا له بعد وفاته. لكنّ بطرس أدرك نواياه الخبيثة.

فجلس مع كاهنَيه الفاضلَين وحذَّرهما من آريوس وخداعه. وبعد ذلك، سار به الجنود في طريق جلجثته، ثمّ وصلوا به إلى المكان المعدّ لقتله. وبعدما ركع بطرس يُصلّي من عمق قلبه وكيانه كي يتوقّف اضطهاد المسيحيين ويكون خاتمة الشهداء، قدَّم عنقه للسيف. وهكذا تُوّج بإكليل الشهادة في الربع الأوّل من القرن الرابع.

يا ربّ، علّمنا كيف نسير على مثال القديس بطرس، فندافع عن كنيستك ونشهد لإيماننا القويم في كلّ حين وحتّى النبض الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته