من هو ثالث خليفة للقدّيس بطرس؟

لوحة زجاجيّة للقدّيس إكليمنضوس الأوّل في كاتدرائيّة التجسّد بمدينة مالاغا الإسبانيّة لوحة زجاجيّة للقدّيس إكليمنضوس الأوّل في كاتدرائيّة التجسّد بمدينة مالاغا الإسبانيّة | مصدر الصورة: jorisvo/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس الشهيد البابا إكليمنضوس الأوّل في 23 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من بشَّرَ بكلمة المسيح ومات خنقًا حبًّا به.

أبصر إكليمنضوس النور عام 30، في مدينة روما، وكان والداه من فلسطين، من جذور يهوديّة. حين وصل القديسان بطرس وبولس إلى روما لنشر البشارة، آمن بالمسيح بفضلهما. فتتلمذ على يديهما وكان يساعدهما في الخدمة المقدسة. انتُخب ثالث خَلف للقديس بطرس، أسقفًا لروما، بعد البابوين لينوس وأناكليتوس، فأدار كنيسته بكلّ أمانة وغيرة رسوليّة.

حصدت رسالة وجّهها إلى أهل قورنتوس شُهرة واسعة. فأظهر إكليمنضوس عبرها المراتب الكنسيّة وأهمّية تمييز الأساقفة والكهنة والشمامسة. وكذلك واجب كلّ مؤمن تجاه رؤسائه، وتأكيد سلطة البابا المطلقة على جميع الكنائس. وكانت تُقرأ الرسالة على مسامع الشعب في الكنائس.

وحين أعلن الإمبراطور ترايانوس موجة من الاضطهاد الشديد للمسيحيّين، نُفِيَ البابا إكليمنضوس إلى مدينة كرسونيزا، أي القرم. وجد هناك كثيرين من المسيحيّين الذين كانوا مسخَّرين للأعمال الشاقّة في مقالع الرّخام.

فكان لهم مثالًا للأب الرحوم وحَضَنَهم بكلّ حنان. ولمّا شعروا بالعطش، صلّى البابا فوق صخرة راسمًا عليها إِشارة الصليب، ففاضَت منها مياه غزيرة. آمن عندئذٍ كثيرون من عبدة الأوثان بفضل تلك الآية المقدّسة.

عَلِمَ الإمبراطور ترايانوس بالأمر، فأرسل وزيره أوسيديوس إلى ذلك المكان ليعيد جميع الذين آمنوا بالمسيح إلى الوثنيّة، ولكنّ النتيجة كانت نيل الجميع إكليل الشهادة. فربطوا عنق البابا إكليمنضوس بحبل ومرساة ورموه في البحر ليموت خنقًا، وكان ذلك في أواخر القرن الأوّل. وصنع الربّ على يده معجزات شتّى.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس شهيد الإيمان الحقّ، كي نسير على خطاه مُبَشِّرين بكلمة المسيح بكلّ شجاعة فلا نهاب الموت من أجل اسمه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته