ميسان, السبت 8 نوفمبر، 2025
في محافظة ميسان العراقيّة، وعلى الضفّة الغربيّة لنهر دجلة، تقع بلدةٌ صغيرة تضمّ ضريح «العُزَيْر» ومنه أخذت اسمها، إذ يعتقد السكّان المحلّيّون أنّ المدفون فيه هو نبيّ الله «العُزَيْر»، بحسب التسمية القرآنيّة، أو عزرا الكاتب أحد أنبياء العهد القديم الواردة أخباره في سفرَيْ عزرا ونحميا.
ما زال الضريح قائمًا بمبانيه المتمايزة بتشارك الإسلاميّ واليهوديّ فيها على نحوٍ فريد، يضمّ مقامًا ذا قبّةٍ مزيّنة ببلاط أزرق وكنيسًا منفصلًا ما عاد يستخدمه الآن أحدٌ، عقب مغادرة معظم يهود العراق مطلع خمسينيّات القرن المنصرم، كما بيَّنَ د. عامر الجميليّ، الباحث في مركز دراسات الموصل التابع لجامعتها، في حديثه عبر «آسي مينا»، مرجّحًا أن يعود تاريخ إنشاء المباني إلى قرابة 250 عامًا.

وأشار الجميليّ إلى مشاهدة الآثاريّ كلوديوس جيمس ريتش الضريح الذي زاره في العام 1820 ووصفه بأنّه محاطٌ بجدار ويضمّ غرفةً مبلَّطة فيها القبر، وتعلوه قبّة خضراء، وصفتها روايات لاحقة بأنّها زرقاء. ونسَبَ ريتش إلى أحد السكّان المحلّيّين إبلاغه بأنّ «يهوديًّا اسمه كوف يعقوب أقام المبنى فوق القبر قبل قرابة ثلاثين عامًا»، ما يعني عدم اليقين بوجود رفاة عزرا الكاتب في الضريح.




