وأوضح أنّ القدّيس عبد الأحد (1170-1221)، مؤسّس الرهبنة الدومنيكيّة المعروف بإكرامه مريم العذراء، لَمَس مفاعيل تلاوة المسبحة حين انطلق لمحاربة البِدَع المنحرفة عن الإيمان المسيحيّ القويم التي انتشرت في أيّامه، إذ ظهرت له الأمّ القدّيسة وأعطته مسبحةً وقالت: «لن تنجح في مهمّتك إلا بتلاوة المسبحة الورديّة»، وهكذا انتصر.
واستذكر يلدو دعوة البابا الدومنيكيّ بيوس الخامس مسيحيّي روما إلى الاعتصام بصلاة المسبحة الورديّة في مواجهة الزحف العثمانيّ صوب روما في العام 1571 حين ترأّس الصّلاة عشيّة المعركة طالبًا النصرة للجيش المسيحيّ من السيّدة العذراء، فكان الانتصار حليفه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأوّل، ليُعلنه البابا عيدًا سنويًّا لسيّدة الانتصار الذي غدا لاحقًا عيد الورديّة المقدّسة.
سلاح روحيّ
مع ما نعيشه اليوم من صراعٍ واضطراب، سواء على مستوى العائلة أم العالم، تضع أمّنا العذراء مسبحتها الورديّة في أيدينا وتدعونا لنلوذ بها سلاحًا روحيًّا ضدّ اليأس والانقسام ودعوةً متجدّدة إلى السلام إزاء الحروب الداخليّة والخارجيّة.
دعا يلدو الأمّهات إلى أن يكنَّ قدوة لأبنائهنّ في التزام الصلاة، لا سيّما تلاوة المسبحة الورديّة يوميًّا، متضرّعاتٍ وطالباتٍ الحماية والبركة لعائلاتهنّ وللعالم، فيزرعن بذلك محبّتها في قلوب الأبناء ويغدو ارتباطهم بأمَّيهم: العذراء والكنيسة، أقوى وأوثق.
وختم يلدو: «حضور صلاة الورديّة بشكل فعّال في تقوانا اليوميّة يُبقي أمّنا مريم العذراء حاضرة في حياتنا، تُرافِقنا في أفراحنا ولدى مواجهتنا ظروفًا صعبة وقاسية، كما كانت حاضرةً في حياة الربّ يسوع ورافقته في عرس قانا، ولم تتركه حين حمل الصليب صاعدًا درب الجلجلة، وواصلت مرافقتها وحضورها في حياة الرُّسل الأوائل».