تقرير «عون الكنيسة المتألّمة»: ثلثا سكّان العالم يعيشون بلا حرّية دينيّة كاملة

جانبٌ من مؤتمر إطلاق تقرير «عون الكنيسة المتألّمة» حول الحرّية الدينيّة في العالم جانبٌ من مؤتمر إطلاق تقرير «عون الكنيسة المتألّمة» حول الحرّية الدينيّة في العالم | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

اجتمع قادة كنسيّون وسياسيّون في روما أمس لإطلاق التقرير الأحدث حول الحرية الدينية في العالم، الصادر عن المؤسسة الكاثوليكية «عون الكنيسة المتألّمة». يقدّم التقرير تقييمًا مقلقًا لحالة الحرية الدينية في العالم، كاشفًا أنّ ما يقارب ثلثي سكّان الأرض، أي أكثر من 5.4 مليارات شخص، يعيشون في دولٍ تشهد انتهاكاتٍ خطيرة للحرية الدينية.

وفي خلال مؤتمر الإطلاق، وصف أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين نتائج التقرير بأنّها «صورة مقلقة» عن واقع الحرية الدينية في العالم اليوم. وقال: «الحرية الدينية مقيّدة بشدّة في 62 بلدًا من أصل 196». وأشار، لمناسبة صدور النسخة الخامسة والعشرين من التقرير، إلى أنّها أيضًا الأوسع نطاقًا منذ تأسيسه، ما يُعدّ دلالةً واضحة على أنّ انتهاكات الحرية الدينية تتزايد عامًا بعد آخر.

سلّط التقرير الضوء على تصاعد الاستبداد بصفته أكبر تهديد للحرية الدينية عالميًّا، فضلًا عن انتشار العنف الجهادي من الساحل الإفريقي إلى باكستان، واضطهاد المسيحيين والمسلمين المعتدلين. وأشار إلى تفاقم القومية الدينية في الهند وميانمار، وارتباط الاضطهاد بالنزوح القسري خصوصًا في نيجيريا، إضافةً إلى استهداف القادة الدينيين في نيجيريا وهايتي والمكسيك. وحذّر من تزايد المراقبة الرقمية، وتراجع حرية الضمير، واستمرار اختطاف النساء والفتيات من الأقليات الدينية وإجبارهنّ على التحوّل الديني والزواج القسري، معتبرًا هذه الاتجاهات مؤشرًا خطيرًا إلى تدهور الحرية الدينية.

جانبٌ من مؤتمر إطلاق تقرير «عون الكنيسة المتألّمة» حول الحرّية الدينيّة في العالم. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
جانبٌ من مؤتمر إطلاق تقرير «عون الكنيسة المتألّمة» حول الحرّية الدينيّة في العالم. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

وشارك عدد من القادة الدينيين والسياسيين من مناطق مختلفة في حفل إطلاق تقرير «الحرية الدينية في العالم» في معهد الآباء الأغسطينيين الحبري في روما، حيث قدّموا شهادات حيّة عن معاناة المؤمنين بسبب الاضطهاد الديني حول العالم. ومن بين المتحدثين، راعي أبرشيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران يعقوب مراد، الذي اختطفه تنظيم داعش عام 2015. وتحدّث عن الجراح التي خلّفتها الصراعات المستمرة، قائلًا إنّ النزاعات السياسية المرتبطة بالمصالح الاقتصادية العالمية حوّلت المنطقة إلى ساحة حرب دائمة تُنهب مواردها باستمرار.

وأكّد مراد ضرورة الدفاع عن الحرية الدينية في سوريا، محذرًا من أنّ الأوضاع تتدهور بسرعة. ووصف البلاد بأنّها تزداد شبهًا بأفغانستان، وإن كانت أقلّ عنفًا حاليًّا. وأردف: «لم نسلك بعد طريق الحرية، لا الدينية ولا غيرها».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته