تقديرًا لشجاعة الحوار والمصالحة… المطران مراد ينال جائزة يوحنّا بولس الثاني

جانبٌ من حفل تكريم المطران يعقوب مراد في الفاتيكان أمس جانبٌ من حفل تكريم المطران يعقوب مراد في الفاتيكان أمس | مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

مُنِحَ راعي أبرشيّة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران يعقوب مراد جائزة القدّيس يوحنّا بولس الثاني، في احتفال احتضنه القصر الرسولي الفاتيكاني أمس. ورأت فيه لجنة التحكيم، برئاسة الكاردينال كورت كوخ، شهادة استثنائية للإيمان والمحبّة المسيحيّة، والتزامًا قويًّا بالحوار بين الأديان وبناء السلام.

تُمنَح هذه الجائزة سنويًّا لشخصيّات كنسيّة أو مدنيّة تميّزت بالدفاع عن كرامة الإنسان ونشر قيم الحوار والسلام التي شكّلت محور رسالة البابا الراحل.

اختُطِفَ مراد عام 2015 في سوريا، واحتجزه عناصر تنظيم «داعش» خمسة أشهر قبل أن يتمكّن من الفرار بأعجوبة. وقد شكّلت تجربته المؤلمة شاهدًا حيًّا على قوّة الإيمان والغفران، إذ واصل بعد تحرّره رسالته في خدمة السلام والمصالحة.

في كلمته الافتتاحية، ذكّر كوخ بأحد أقوال القدّيس يوحنّا بولس الثاني: «على الكنيسة أن تتعلّم التنفُّس برئتَين معًا: الرئة البيزنطيّة والرئة اللاتينيّة الرومانيّة»، في إشارةٍ إلى وحدة التراثين الشرقي والغربي في قلب الكنيسة الجامعة.

وذكر البروفيسور أندريا ريكّاردي، مؤسّس جماعة سانت إيجيديو، اضطهاد المسيحيين في الشرق، وما يواجهونه من معاناةٍ وصمودٍ في آن.

بدوره، تحدّث الكاردينال ماريو زيناري، السفير البابوي في سوريا، عن أهمّية الحوار كونه سبيلًا لا غنى عنه لتحقيق السلام، داعيًا إلى عدم الاستسلام.

أمّا مراد فأكّد أنّ «هذه الجائزة اعتراف من الكنيسة الكاثوليكيّة بالعمل الروحي والاجتماعي والفكري للكنيسة في سوريا بكلّ مكوّناتها؛ تلك الكنيسة التي خاضت نضالًا نبيلًا طوال هذه السنوات الصعبة، على امتداد الأراضي السوريّة».

وأضاف: «نحن في الشرق الأوسط نحمل منذ سنوات صليب الألم والحرب والموت. نحمل صليب الفقر والجوع، وألم الحرمان من حقوقنا الأساسيّة، وعلى رأسها الحقّ في أن يكون لنا وطن. للأسف، نشعر اليوم بأنّنا غرباء في أرضنا نتيجة الصراعات الدينيّة والسياسيّة والعرقيّة التي تسبّبت فيها سياسات القوى الكبرى المسؤولة عمّا يحدث في المنطقة». وتابع: «نحن شعبٌ مؤمن، شعبٌ يرجو وهذه هي شهادتنا للعالم. نريد أن يكون ثباتنا في الرجاء نداءً لتجديد الالتزام الدولي بالبحث عن سُبُلٍ لبناء سلامٍ حقيقيٍّ ودائم».

ثم أهدى مراد الجائزة أوّلًا إلى الأب باولو دالّوليو، الرائد في مسيرة الحوار الجديد في سوريا والقائم على تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة ورسالة محبّة المسيح للمسلمين. وأهداها أيضًا إلى جماعته الرهبانيّة في دير مار موسى، وإلى كنيسة حمص وتحديدًا الشباب الذين يشهدون للرجاء بانخراطهم في الرسالة الإنسانيّة وخدمة الناس بلا تمييز أو استثناء.

وختم مراد بصلاةٍ قبل أن يمنح الحاضرين البركة باللغة العربيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته