أربيل, الأحد 12 أكتوبر، 2025
كُلّما تَلَوْنا قانون إيماننا المسيحيّ، نقول عن المسيح الربّ إنّه «تجسَّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء وصار إنسانًا». هذا التجسّد فَتح أبواب السماء، وغدا الله البعيد إنسانًا، وصار عمّانوئيل، أي الله معنا.
نُدرك إذن أنَّ يسوع ومريم متلازمان في وحدة القرار الإلهيّ وغايته: خلاص البشر. فمريم عنصرٌ جوهريّ في سرّ التجسّد، إذ من خلالها دخلَ الله تاريخ البشر ليُتمّم تدبيره الخلاصيّ، كما شرح الأب نويران ناصر الدومنيكيّ عبر «آسي مينا».
وتابع: «يأتي وصفها بـ"أمّ الله" تأكيدًا لعظمتها الفائقةِ كلَّ ما ليس الله. فالله هو العظمة اللانهائيّة، ومصدر كلّ عظمةٍ، ولا تكون الخليقة عظيمة إلّا بمقدار علاقتها بالله، ومَن أوثق قربًا وأقوى علاقة بالله مِن مريم أمّه؟».
كانت الأمومة مهمّة مريم الخاصّة، فكان لزامًا أن تنعم بأعظم قداسةٍ يمكن أن يبلغها مخلوق، بخاصّةٍ أنّها قبلت بتواضع أن تُكمّل إرادة الله، فصارت الممتلئة نعمةً وقداسة. «مريم، أمّ الإله المتأنِّس، وثيقة العلاقة بالله، وبالإنسان أيضًا، في كلّ زمانٍ ومكان، فهي أمّ البشريّة جمعاء، وشفيعتها لدى ابنها»، بحسب ناصر.

