أربيل, الاثنين 8 سبتمبر، 2025
رغم صعوبة فهمه وإدراك معانيه، يُعدّ لقب «أمّ الله» (باليونانيّة Θεοτόκος-Theotokos) من أجمل ألقاب العذراء مريم في العقيدة الكاثوليكيّة وأكثرها عمقًا ودقّة وأوثَقها ارتباطًا بسرّ التجسّد، إذ لا يُمكن الإيمان بأنّ يسوع هو الإله المتجسّد دون الإقرار بأنّ مريم هي بالفعل «أمّ الله». لكنّه، في الوقت عينه، أكثرها إثارةً للجدل أيضًا.
نشأ الجدل حول هذا اللقب عندما رفض نسطور، بطريرك القسطنطينيّة، إطلاق لقب «أمّ الله» على مريم، واقترح عوضه لقب «أمّ المسيح-Χριστοτόκος -Christotokos»، وحجّته أنّ العذراء أنجبت الطبيعة البشريّة للمسيح فقط، لا الشخص الإلهيّ. لكنّ التفسير الدقيق ينبغي أن يكون بعمقٍ روحيّ وبلغةٍ لاهوتيّة مفهومة، بعيدًا من لغة العلم والمنطق الإنسانيّ المحدود، كما أوضح الأب نويران ناصر الدومنيكيّ في حديثه لـ«آسي مينا».

وبيَّنَ أنّ عقيدة «أمّ الله» هي أولى العقائد المريميّة وأساس التعليم الخاصّ بمريم في الإيمان المسيحيّ وسائر العقائد الأخرى، إذ «أُعلِنت في مَجْمَع أفسُس المسكونيّ عام 431، بالتزامن مع تأكيد المجمع وحدة يسوع في طبيعتَيه البشريّة والإلهيّة، إنسانًا وإلهًا معًا، وأمومة مريم له. فابن مريم هو ابن الله عينه».


