البابا لاوون: سعادة الإنسان الحقّة تكمن في خبرات حبّ حقيقيّة

البابا لاوون الرابع عشر يحيّي مجموعة من الراهبات في قاعة بولس السادس يوم 10 سبتمبر/أيلول الماضي البابا لاوون الرابع عشر يحيّي مجموعة من الراهبات في قاعة بولس السادس يوم 10 سبتمبر/أيلول الماضي | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

حذّر البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم من تبنّي الفكر القائل: «من العَبَث خدمة الله» (ملاخي 3: 14). ورأى أنّه تفكير يؤدي إلى شلل حقيقي في النفس، إذ يكتفي الإنسان بحياة مؤلّفة من لحظات عابرة، وعلاقات سطحية ومتقطعة، وموضات زائلة، تترك فراغًا في القلب.

في قداس احتضنته ساحة القديس بطرس الفاتيكانية لمناسبة يوبيل الحياة المكرَّسة، رأى الأب الأقدس أنّ سعادة الإنسان الحقة ليست في هذه الأمور بل في خبرات حبّ حقيقية وثابتة ومتينة. وشبّه المكرسين بالأشجار المثمرة القادرة على نشر أوكسجين هذا النمط من المحبة في العالم.

الطلب والبحث والقرع

توقف الحبر الأعظم على كلمات المسيح في الإنجيل: «اسألوا تعطوا واطلبوا تجدوا واقرعوا يُفتح لكم» (لوقا 11: 9). وأكّد أنّ أفعال الطلب والبحث والقرع تختصر مسيرة المكرَّسين مع الله. 

واعتبر أنّ يسوع يدعونا بهذه الأفعال إلى التوجه بثقة للآب في احتياجاتنا شتّى. وشرح أنّ هذه المواقف مألوفة لمن كرّس حياته للربّ، إذ اعتاد الطلب بلا ادّعاء. وربط هذه الممارسة بما أعلنه المجمع الفاتيكاني الثاني الذي وصف النذور الرهبانيّة بوسيلة لجمع ثمار نعمة معمودية بوفرة. 

فالطلب، وفق البابا، اعتراف بأنّ كل شيء عطية من الربّ، والبحث طاعة لاكتشاف طريق القداسة، والقرع مشاركة الآخرين بما وُهب لنا. ورأى أنّ العناية الإلهية تذكير لكل مكرّس بأنّ دعوته لم تكن مصادفة بل ثمرة اختيار محبّ منذ الأزل.

شهود للخيرات الآتية

أضاف لاوون أنّ الربّ كل شيء ومن دونه لا شيء موجود، ولا شيء له معنى، ولا شيء له قيمة. وذكر وصف القديس أغسطينوس حضور الله في حياته بصورٍ رائعة، إذ يتحدث عن نور يتجاوز المكان، وصوت لا يجرفه الزمن، وطعم لم تفسده الشراهة، وجوع لا يطفئه الشبع.

وزاد الأب الأقدس أنّ كلمات أغسطينوس تُظهر عطش قلب الإنسان إلى اللامحدود، وهو عطش تدعو الكنيسة المكرَّسين إلى أن يكونوا شهودًا أحياءً له؛ فهم يشهدون بفقرهم لأولوية الله ويساعدون الآخرين في اكتشاف الصداقة الإلهية.

وفي ختام عظته، ذكّر البابا بأنّ حياة المكرسين تتوجه نحو الأبدية، وبأنّ المجمع الفاتيكاني الثاني دعاهم إلى أن يكونوا شهودًا لـ«الخيرات الآتية». واقتبس من القديس بولس السادس تشجيعه المكرّسين كي يكونوا فقراء وودعاء وأطهار القلب، فيعرف العالم من خلالهم سلام الله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته