البابا لاوون: القيامة ليست مشهدًا مسرحيًّا بل تحوُّل صامت

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/ آسي مينا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ القيامة ليست مشهدًا مسرحيًّا مثيرًا بل تحوُّل صامت يملأ كل فعل بشري بالمعنى. وفسّر أنّ تلميذَي عمّاوس اكتشفا مع المسيح القائم من الموت أنّ تحت رماد الخيبة والتعب، دائمًا جمرة حيّة تنتظر أن تُبعث من جديد.

قدّم الأب الأقدس تعليمًا ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، عن إيقاد النار من جديد. وانطلاقًا من نصّ تلميذَي عمّاوس، حمَل التأمّل عنوان: «أما كان قلبنا متقدًا في صدرنا؟» (لوقا 24: 32).

تواضُع المسيح القائم

دعا الحبر الأعظم إلى تأمُّل جانب مدهش من قيامة المسيح: تواضعه. وشرح أنّ الربّ القائم لا يفعل شيئًا مذهلًا لفرض الإيمان على تلاميذه. فلا يظهر محاطًا بجيوش من الملائكة، ولا يضطلع بأعمال خارقة، ولا يُلقي خطابات رسمية يكشف فيها أسرار الكون. بل يقترب منهم بتواضع، كمسافر عادي، كرجل جائع يطلب مشاركتهم بعض الخبز (لوقا 24: 15 و41).

وذكر لاوون أنّ بعد قيامته ظنّته مريم المجدليّة بستانيًّا، وتلميذا عماوس غريبًا، والقديس بطرس وسائر الصيادين عابر سبيلٍ؛ فالمسيح يفضّل لغة القرب والبساطة والمائدة المشتركة. ورأى البابا أنّ تناول يسوع السمك أمام تلاميذه، بعد قيامته، ليس تفصيلًا هامشيًّا، بل تأكيد أنّ جسدنا وتاريخنا وعلاقاتنا ليست قشرة يجب التخلّص منها.

معنى فصح يسوع

قال الأب الأقدس إنّ القيامة لا تعني أن نصبح أرواحًا عابرة، بل أن ندخل في شركة أعمق مع الله والإخوة، في إنسانية حوّلتها المحبة. وزاد أنّ في فصح المسيح، يمكن أن يتحوّل كل شيء إلى نعمة. وتابع: «الاعتقاد بأنّ الفرح يجب أن يكون خاليًا من الجراح قد يغدو عائقًا أمام التعرّف إلى المسيح»؛ فالتلميذان، رغم سماعهما أنّ القبر فارغ، لم يستطيعا الابتسام لكنّ يسوع يقترب منهما ويشرح لهما أنّ الألم طريق أظهر فيه الله عمق محبته. وخلص لاوون إلى أنّ قيامة المسيح تعلّمنا أن ليس هناك سقوط نهائي، أو ليل أبدي، أو جرح محكوم عليه بالبقاء مفتوحًا إلى الأبد، ولا توجد مسافة قادرة على إطفاء قوة محبة الله الثابتة.

وسأل الحاضرين طلب نعمة التعرّف إلى حضور القائم من الموت المتواضع والهادئ، وعدم طلب حياة خالية من التجارب، بل اكتشاف أنّ كلّ ألم، إذا سكنه الحبّ، يمكن أن يصبح مكانًا للشركة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته