العطاء شمعة تستمدّ نورها من ضياء المسيح

العطاء شمعة تستمدّ نورها من ضياء المسيح-صورة العطاء شمعة تستمدّ نورها من ضياء المسيح | Provided by: Pixabay

يتجلّى وجه الإنسان الحقيقي بأسمى صورته حين يجسّد فعل الكرم أيّ العطاء بلا شروط أو نظير، ولا ينتظر المقابل. كما أنّ الإنسان المشتعل بنيران السّخاء يعطي بكلّ محبّة ويمنح ما يملك من أحاسيس ومشاعر، ويعطي بينما هو في أمسّ الحاجة لمن يعطيه. ولحظة يفعل الإنسان ذلك، فهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنّه أصغى إلى صوت المسيح القائل: "أقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا" (لو 6: 35).

وفي التّأمّل أكثر في جوهر الكرم الممثّل بمختلف أعمال العطاء، نلمس حضوره بكلّ أبعاده الإنسانيّة في وجدان الكثير من الشّعراء والمفكّرين. يقول الشاعر "ابن الرومي" في وصفه الكريم:

"ليس الكريم الذي يعطي عطيّتَهُ

على الثناء وإن أغلى به الثمنا

بل الكريم الذي يعطي عطيّته

لغير شيء سوى استحسانه الحسنا".

ويستوقفنا أيضًا الشّاعر "البحتري" في هذا الجانب، بقوله:

"وما تخفى المكارم حيث كانت

ولا أهل المكارم حيث كانوا".

كما يبدع الشّاعر "إيليا أبو ماضي" في إنشاده الكريم:

"قالوا ألا تَصِفُ الكريمَ لَنا فقُلت على البَديه

إنّ الكريمَ لكالرّبيع، تُحبُّهُ للحُسنِ فيه

وتَهَشُّ عند لقائِهِ، ويغيب عنك فتشتهيه

لا يَرْتضي أبدًا لصاحبِهِ الذي لا يَرتضيه".

ويمضي "أبو ماضي" في إنشاده الكريم المحبّ للعطاء بأجمل النعوت:

"وإذا تحرّقَ حاسِدوه بكى ورقّ لِحاسديه

كالورد ينفَحُ بالشّذى حتّى أُنوفَ السّارِقيه".

المزيد

لا شكّ أنّ وقع الكرم أيّ العطاء، على نفس المعطي والمتلقي كبير. فهو ذلك السخاء الذي يجعلك مدعومًا بالمحبّة والوفاء والمشاركة الوجدانيّة. وهذه الأجواء من العطاء تغني الرّوح وتعكس نقاوة القلوب.

إذًا، يتّضح لنا أنّ فرح العطاء يبصر النّور لحظة يكون الإنسان الكريم شمعة تضيء للآخرين. ولا يهمّ في هذه الحالة أن نبصر من ينعم بنورها، بل يجب علينا أن نتذكّر وباستمرار أنّ نور الشّمعة هو مستمدّ من ضياء المسيح وهناك من يحتاج لضوئها. لا يجب أن نتوقّف عن العطاء، فهناك دومًا من يستحقه، ومن المؤكد أنه سيناله!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته