البابا لاوون: التعاون ليس دعوةً إلى محو الاختلافات

البابا لاوون يحيّي الحجّاج في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان في خلال صلاة ليوبيل الشبيبة (29 يوليو/تمّوز 2025) البابا لاوون يحيّي الحجّاج في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان في خلال صلاة ليوبيل الشبيبة (29 يوليو/تمّوز 2025) | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ وقوف القادة الدينييّن معًا دفاعًا عن أضعف أفراد المجتمع، أو التشارك في غرس الأشجار اعتناءً ببيتنا المشترك، أو رفع الصوت الواحد دعمًا لكرامة الإنسان، شهادة بأنّ الإيمان يوحّد أكثر مما يفرّق.

في رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الثامن لقادة الديانات العالمية والتقليدية، المعقود في العاصمة الكازاخستانيّة آستانا اليوم وغدًا، رأى الأب الأقدس أنّ المجتمعين أتوا من مختلف أنحاء العالم لتجديد الصداقات ونسج أخرى، متّحدين برغبتهم المشتركة في مداواة عالمنا المجروح والممزّق. واعتبر أنّ اللقاء يُعقد في الوقت المناسب، نظرًا إلى أهمّية الدور الحيوي للحوار بين الأديان في عصر يتّسم بالصراعات العنيفة.

أهمّية التعاون 

تابع الحبر الأعظم أنّ العمل معًا بانسجام ليس خيارًا عمليًّا فحسب، بل يتماشى أيضًا مع نسيج حياتنا المشتركة باعتبارنا أعضاء في العائلة الإنسانية الواحدة. وعرّف التضامن بأنه تآزر في العمل، أي تعبير ملموس على نطاق عالمي عن محبة القريب كأنفسنا.

ورأى لاوون أنّ التعاون ليس دعوةً لمحو الاختلافات، بل لاحتضان التنوّع بصفته مصدرًا للإغناء المتبادل. وأكّد أنّ الكنيسة الكاثوليكية تعترف بكل ما هو «حقيقي ومقدّس» في الديانات الأخرى وتقدّره. وذكر أنّ المستقبل الذي تتصوّره الكنيسة يحلّ فيه السلام والأخوّة والتضامن ويتطلّب التزام جميع الأيدي والقلوب.

وتمنّى البابا أن يكون عمل المؤتمر ملهمًا للانسجام، وإبداع طاقة مشتركة لأجل سلام دائم والسعي إلى المحبة والاقتراب من المتألمين. وسأل المجتمعين الصلاة والخدمة جنبًا إلى جنب، والنطق بصوت واحد حيثما تكون كرامة الإنسان مهدَّدة.

الحضور الفاتيكانيّ

يُذكَر أنّ المؤتمر يجمع قادة من ديانات متنوعة عالميًّا في زمن تتصاعد التوترات العالمية. ويُرَكِّز مؤتمر هذا العام على موضوع «حوار الأديان: طاقة مشتركة لأجل المستقبل».

ويُعقد اللقاء بمبادرة من الحكومة الكازاخستانيّة، برعاية الرئيس قاسم جومارت توكاييف. ويُشكّل، بالنسبة إلى الفاتيكان، أول حدث كبير للحوار بين الأديان في عهد البابا لاوون الرابع عشر، ووصل إليه أول وفد بابوي جديد.

ويمثّل الكرسي الرسولي في المؤتمر الكاردينال جورج يعقوب كوفاكاد، المعيَّن حديثًا رئيسًا لدائرة الحوار بين الأديان إلى جانب الأب لوران بازانِيز اليسوعي، أمين سرّ العلاقات الفاتيكانيّة الدينية مع المسلمين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته